قالت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2022 إن عديداً من المشرعين الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي وقعوا على خطاب يحث الرئيس الأمريكي جو بايدن على اتخاذ نهج أكثر حذراً في التعامل مع السعودية، وحذروا المملكة من السعي وراء مزيد من التعاون الاستراتيجي مع الصين على صعيد الصواريخ الباليستية.
يأتي الخطاب في وقت يخطط خلاله بايدن لزيارة المملكة هذا الصيف، وهي زيارة لاقت انتقادات من بعض الديمقراطيين البارزين. قال النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، آدم شيف- وهو رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الذي قاد صياغة الخطاب- الأحد 5 يونيو/حزيران 2022 إن بايدن يجب عليه ألا يذهب إلى السعودية، مستشهداً بدور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.
خطاب لبايدن بخصوص السعودية
لا يحث الخطاب، الذي كتبه شيف وخمسة نواب آخرين، الرئيس الأمريكي على إلغاء الرحلة، بل يقول إن الانخراط في علاقات مع المملكة يجب أن يستهدف "إعادة ضبط تلك العلاقة كي تخدم المصالح الوطنية لأمريكا".
في حين أثار المشرعون الأمريكيون ست نقاط أمام الإدارة كي تركز عليها عند التعامل مع السعوديين، وهي: أسواق النفط العالمية، والحرب في اليمن، واعتقال نشطاء حقوق الإنسان، والتحقيق في مقتل خاشقجي، وجهود حيازة تكنولوجيا نووية مدنية، والتعاون العسكري مع الصين.
كذلك فقد قال المسؤولون إن الصين تساعد السعودية لبناء صواريخ باليستية وحيازة مزيد من الصواريخ ذات القدرات العالية. ويعد هذا الخطاب أول خطاب يصدره مشرعون أمريكيون ويثير مسألة الصواريخ مع البيت الأبيض، بل يحثه على التحرك حياله.
شراء السعودية صواريخ باليستية
من ناحية أخرى، تشتري السعودية منذ سنوات صواريخ باليستية قصيرة المدى من الصين. لكنها في العامين الأخيرين، عمقت العلاقة مع الصين، حتى في الوقت الذي ازدادت فيه الخصومة بين واشنطن وبكين. يبتاع السعوديون الآن مزيداً من الصواريخ ذات القدرات العالية، التي تستطيع قطع مسافات أطول، بجانب حيازة تكنولوجيا لصنع مكوناتها بأنفسهم، وتأسيس منشآت إنتاج، وإجراء اختبارات إطلاق الصواريخ، وذلك حسبما أوضح المسؤولون الأمريكيون، فضلاً عن أن الهدف الواضح يتمثل في تمكنهم من إنتاج صواريخهم الخاصة في المستقبل.
كذلك وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، قالت شبكة CNN إن تقييمات واردة من مسؤولين استخباراتيين أمريكيين أشارت إلى أن الصين شاركت مع السعودية تكنولوجيا متعلقة بالصواريخ الباليستية.
فيما قالت داليا داسا كاي، خبيرة شؤون الشرق الأوسط لدى مركز بيركل للعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس: "موضوع الصواريخ منفصل عن الشواغل النووية في المنطقة. هناك الآن شواغل حول تأسيس السعودية إمكانات محلية لصنع الصواريخ".
كما ينتاب المسؤولين الأمريكيين القلق كذلك من احتمالية محاولة السعودية بناء أسلحة نووية، إذا طورت إيران بعضاً منها، وقد دفعت المملكة نحو تطوير قدرات صاروخية مثلما فعلت إيران، خصمها الرئيسي في المنطقة.
السعودية تعتمد على تجهيزات أمريكية
لا تزال السعودية تعتمد اعتماداً كبيراً على التدريبات والتجهيزات العسكرية الأمريكية، مما يمنح إدارة بايدن ميزةً ونفوذاً. وفي خطابهم، شدد المشرعون الديمقراطيون على ضرورة استخدام الرئيس بايدن هذا النفوذ.
جاء في الخطاب: "تشير التقارير العامة إلى أن السعودية تسعى وراء تعاون استراتيجي أعظم مع الصين، بما في ذلك حيازة مزيد من الصواريخ الباليستية. نحثكم على توضيح أن الشراكة مع الصين بطرقٍ تقوّض المصالح الأمنية الوطنية الأمريكية سوف تكون لها آثار سلبية دائمة على العلاقة السعودية الأمريكية".
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال فعالية نُظمت على الإنترنت، إن الرئيس بايدن جاء إلى منصبه حاملاً نوايا تضمن أن تخدم العلاقات الأمريكية مع السعودية "مصالحنا، وكذلك مبادئنا، بينما نمضي قدماً". وأضاف: "بل أيضاً المحافظة عليها، لأنها تساعدنا كذلك في إنجاز عديد من الأمور المهمة".
كما قال بلينكن إن الإدارة حاولت التعرض لمسألة اغتيال خاشقجي وكانت تنصح السعوديين بالمساعدة لإنهاء الحرب في اليمن وإنهاء الانتهاكات الحقوقية في بلادهم. لكنه لم يذكر نمو العلاقات الأمنية والعسكرية بين السعودية والصين، التي قال بايدن ووزير خارجيته إنها تشكل التحدي الأكبر على المدى البعيد أمام الولايات المتحدة.
بلينكن وفي حديثه عن العلاقات السعودية الأمريكية قال: "نريد التأكد أننا خلال علاقتنا نراعي مجمل مصالحنا في تلك العلاقة. إننا نحاول أن نجمع كل هذه الأمور معاً ونتخذ نهجاً شاملاً تجاه السعودية، مثلما نفعل مع أي بلد آخر".