خلصت دراسة علمية إلى أن عقار "ترودِلفي" Trodelvy الذي أنتجته شركة "غيلياد" Gilead Sciences Inc الأمريكية للأدوية يؤخر التفاقم في نوع شائع من سرطان الثدي المتقدم بمقدار شهر ونصف، وفق ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية، السبت 4 يونيو/حزيران 2022.
كان عقار ترودِلفي قد أُقر بالفعل لعلاج نوعٍ غير شائع من سرطان الثدي يسمى الثلاثي السلبي (ليس به مستقبلات هرمونية، ومن ثم لا يتأثر بالعلاج بالهرمونات)، لكن غيلياد تسعى الآن إلى استخدامه لعلاج مجموعة أكبر بكثير من مرضى سرطان الثدي الإيجابي الذين فشلت معهم العلاجات الأخرى.
وتقدم البيانات الجديدة في اجتماع "الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري" يوم السبت 4 يونيو/حزيران.
أشارت النتائج الأولية لقياس تأثير عقار ترودِلفي في معدل النجاة إلى انتفاع المرضى بالعقار، إلا أن مقدار الانتفاع لم يتجاوز العتبة اللازمة للاعتداد به إحصائياً، ولم تكن للعقار آثار جانبية جديدة غير متوقعة.
توسيع نطاق استخدام العقار
لم يتضح بعد ما إذا كانت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر ستنتظر البيانات النهائية لمعدلات النجاة في الدراسة قبل أن يتخذوا قراراً باستخدام العقار على نطاق أوسع، لكن دانيال أوداي، الرئيس التنفيذي لشركة غيلياد، قال إن الشركة ستبدأ مناقشة النتائج مع المنظمين بمجرد انتهاء مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري الأسبوع المقبل.
وأضاف أوداي: "النتائج التي لدينا قوية للغاية، وكافية للمضي قدماً وإجراء هذه المناقشات [بشأن توسيع نطاق استخدام العقار]".
فيما قالت جينيفر ليتون، أخصائية أورام سرطان الثدي في مركز "إم دي أندرسون" الأمريكي للسرطان، إن إثبات فاعلية الأدوية في زيادة معدل النجاة أمرٌ عسير في سرطان الثدي المتقدم. وذهبت ليتون إلى أن عقار غيلياد يمكن أن "يتيح للمرضى خياراً آخر".
أورام "نجم الموت"
من جهة أخرى، ابتكر علماء بريطانيون علاجاً جديداً قد يبث الأمل في مرضى الأورام المعروفة بأورام "نجم الموت" التي لطالما كانت عصية على العلاج من قبل.
ويستند العلاج الجديد إلى مزيجٍ جمع فيه العلماء البريطانيون بين عقارين، وكشف المزيج عن نجاح في استهداف طفرة جينية توجد في أنواع السرطان الأشد فتكاً.
وأثبتت إحدى التجارب التي أُجريت على العقار الجديد فاعليةً له في تقليص انتشار الأورام أو إيقافها عن النمو لدى مرضى كانوا قد استنفدوا جميع خيارات العلاج الأخرى.
يبلغ عدد المصابين الجدد بأمراض السرطان في بريطانيا نحو 375 ألف حالة كل عام، وربع هذه الحالات يكون مصاباً بأورام مكونة من خلايا ذات طفرة في جين معين يُسمى "كِراس" KRAS، وهذه الطفرة تجعل الخلايا مبرمجة لإنتاج بروتين يتيح لها التكاثر باستمرار، ومن ثم يصبح الورم مقاوماً للأدوية.
تُعرف هذه الأورام بأورام "نجمة الموت" لأنها كروية وعصية على الاختراق، وغالباً ما "تتصدى" لأدوية العلاج الكيميائي. وهذه الأورام ذات الطفرات مسؤولة عن 40% من حالات سرطان الرئة، و45% من حالات سرطان الأمعاء، و90% من حالات سرطان البنكرياس.
وقف انتشار الأورام
وجدت التجربة الجديدة، التي أجراها معهد "أبحاث السرطان في لندن"، أن مزيج العقار "في إس 6766" VS-6766 والعقار "إيفيروليموس" evorelimus، يمكن أن يوقف انتشار هذه الأورام السرطانية من خلال نجاحه في التصدي لوسيلتين تعتمد عليهما الخلايا السرطانية التي تحتوي على جين "كِراس" المتحوِّر في النمو.
أُجريت التجربة على 30 مريضاً ممن "نفدت خيارات علاجهم"، وضمت قائمة المرضى 11 حالة مصابة بسرطان الرئة، و8 حالات مصابة بسرطان الأمعاء، ومريضتين بسرطان المبيض. وبعد 6 أشهر، تبين نجاح العلاج في وقف تقدم السرطان في نصف مرضى سرطان الرئة، وتقلصت الأورام بنسبة تزيد على 30% في الحالتين المصابتين بسرطان المبيض وحالتين من مرضى سرطان الرئة، وحالة من مرضى سرطان الغدة الدرقية.
"نموذج علاجي جديد"
من جانبهم، قال خبراء إن النتائج التي أُعلن عنها أمس 4 يونيو/حزيران في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية، تبشر بـ"نموذج علاجي جديد". وإذا تكررت هذه النتائج في تجارب على نطاق أكبر، فإن النموذج العلاجي الجديد قد يكون أحد أكبر الإنجازات التي تحققت في مجال علاج السرطان منذ عقود.
وأشار باحثون إلى أن العلاج الجديد قد يكون متاحاً في بريطانيا في غضون خمس سنوات، وهو ما يبث قدراً من الأمل في عشرات الآلاف من الأشخاص المصابين بهذا النوع من أمراض السرطان.