اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء 1 يونيو/حزيران 2022، على موكب جثمان الشابة الفلسطينية غفران وراسنة، التي استشهدت على يد قوات الاحتلال صباحاً، جنوبي الضفة الغربية.
وشيّع مئات الفلسطينيين جثمان الشهيدة وراسنة، وهي صحفية وأسيرة محرّرة، انطلاقاً من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، إلى مسقط رأسها بلدة "شيوخ العرّوب" شمالي المدينة.
عند وصول موكب الجثمان إلى بوابة حديدية تتمركز فيها قوات الاحتلال، اضطر المشيعون لإنزال الجثمان من سيارة الإسعاف وحمله على الأكتاف لتجاوز البوابة.
ويُظهر مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل، لحظة وصول المشيعين عند الحاجز الإسرائيلي، ليبادرهم جنود الاحتلال برمي القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
استشهاد الصحفية وراسنة
كانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في بيان مقتضب في وقت سابق، الأربعاء، أن الشابة غُفران "استشهدت إثر إصابتها برصاصة أطلقها عليها جنود الاحتلال قرب (مخيم) العرّوب شمال الخليل".
البيان لفت إلى أن رصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي "اخترق صدر الشابة من الجهة اليسرى، وخرجت من الجهة اليمنى".
كما أظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، المصابة ملقاة على الأرض بعد إطلاق الرصاص عليها، فيما انتشرت لقطة مؤثرة لها وهي تتشبث بحفنة تراب من أرض الوطن في يدها.
الصحفية والأسيرة المحرّرة
وقالت مواقع إخبارية فلسطينية، إن الفتاة وراسنة، حاصلة على شهادة جامعية في الإعلام من جامعة الخليل، وسبق أن عملت صحفية في وسائل إعلام محلية.
وذكرت المواقع أن الشهيدة كانت أسيرة سابقة في سجون الاحتلال، وأطلق سراحها قبل نحو شهرين.
حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية فإن الاحتلال الإسرائيلي قتل منذ مطلع العام الجاري في الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة 59 فلسطينياً، بينهم 11 تقل أعمارهم عن 18 عاماً، و5 نساء.
أوساط رسمية وحزبية ونقابية أدانت "إعدام" الشابة "وراسنة"، محمّلةً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، على حسابه بموقع فيسبوك: "مثلما أعدموا (الصحفية) شيرين (أبو عاقلة) بالأمس (11 مايو/أيار)، فإنهم يعدمون اليوم خريجة الصحافة والأسيرة المحررة الشابة غفران هارون وراسنة برصاصة في الصدر".
كما نقل عن رئيس الوزراء محمد اشتية إدانته لـ"الجريمة المروّعة".
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات "جريمة الإعدام الميداني البشعة"، واعتبرتها "امتداداً لمسلسل طويل ومتواصل لجرائم الإعدامات الميدانية".