كشفت شركة جازبروم الروسية لإنتاج الغاز، الأربعاء الأول من يونيو/حزيران 2022، أنها قطعت الإمدادات عن شركة أورستد الدنماركية وشركة شل إنرجي لتزويد ألمانيا بالغاز بعد عدم سداد الشركتين المدفوعات بالروبل.
من جانبها قالت الوكالة الاتحادية للشبكات، وهي الجهة المنظمة للشبكات بألمانيا، إن قرار جازبروم قطع إمدادات الغاز عن شل إنرجي يؤثر على كميات صغيرة فقط في ألمانيا، مضيفة أنه يمكن استبدالها من مصادر أخرى.
وأضافت الوكالة: "أمن الإمدادات مضمون حالياً. وفقاً لمعلوماتنا، تتأثر كميات صغيرة فقط يمكن شراؤها من مصدر آخر. نراقب الوضع عن كثب".
ويأتي هذا بعدما أعلن عملاق الغاز الروسي "جازبروم" تعليق إمدادات الغاز الطبيعي إلى هولندا، بعد أن رفضت الأخيرة الموافقة على مطالب موسكو بالدفع بالروبل، في وقت قفزت فيه أسعار النفط فوق 121 دولاراً للبرميل، مسجلة أعلى مستوى في شهرين، مع موافقة الاتحاد الأوروبي على حظر استيراد النفط من موسكو.
وقالت ذراع التصدير في "جازبروم" الروسية إنها ستوقف الإمدادات إلى شركة جاس تيرا، التي تشتري وتتاجر في الغاز بالنيابة عن الحكومة الهولندية، من جانبها قالت جاس تيرا إنها تعاقدات مع جهات أخرى لشراء ملياري متر مكعب من الغاز كانت تتوقع استلامها من جازبروم حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
من جانبه كتب وزير الطاقة الهولندي روب خيتين على حسابه الرسمي على موقع تويتر: "نتفهم قرار جاس تيرا عدم الموافقة على شروط الدفع التي فرضتها جازبروم من جانب واحد.. هذا القرار لن تكون له أية عواقب على التسليم الفعلي للغاز إلى الأسر الهولندية".
وقالت "جاس تيرا" في بيان إن الشركة الهولندية قررت عدم تبني النظام الذي طالبت به روسيا لتسوية الحسابات، والذي يقضي بالدفع باليورو، ثم المبادلة بالروبل، وأضافت أن مثل هذه الإجراءات قد تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي.
حظر استيراد النفط الروسي
ويأتي هذا في وقت كشف فيه رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، أن زعماء الاتحاد وافقوا، الإثنين، على حظر تصدير النفط الروسي إلى التكتل الذي يضم 27 دولة.
حيث كتب ميشيل على تويتر: "يشمل هذا على الفور أكثر من ثلثي واردات النفط من روسيا؛ ما يقطع مصدراً ضخماً لتمويل آلتها الحربية".
كما أضاف أن القادة اتفقوا أيضاً على منع سبيربنك، أكبر بنك روسي، من الوصول إلى نظام سويفت الدولي للمعاملات المالية، وحظر ثلاث محطات إذاعية روسية أخرى مملوكة للدولة.
وتزامن قرار الاتحاد الأوروبي مع تنديد أوكرانيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، الإثنين، باستيراد النفط من روسيا، التي تشن حرباً على بلادهم منذ أواخر فبراير/شباط 2022.
اشترطت موسكو على الدول الغربية المستوردة لمصادر الطاقة الروسية دفع مقابل الإمدادات بالروبل الروسي، رداً على العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو، وطالت قطاع الطاقة.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط، لإنهاء عمليتها، تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعدّه الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.
في السياق ذاته تواصل روسيا، منذ 24 فبراير/شباط 2022 شن عملية عسكرية داخل جارتها أوكرانيا، ما خلَّف أزمة إنسانية، وأضر بشدة بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم.
إذ تقول موسكو إن خطط أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمثل تهديداً للأمن القومي الروسي، وتدعوها إلى الحياد، وهو ما تعتبره كييف تدخلاً في سيادتها.