أجبرت السلطات الهندية أطفالاً مسلمين قُصَّر على دراسة الهندوسية بدلاً من الإسلام، وفقاً لتحقيق نشرته منصة "واير" الهندية عن تجربة أطفال مسلمين في الإصلاحيات التابعة للحكومة، الثلاثاء 31 مايو/أيار 2022.
المنصة الهندية أشارت إلى أنه جرى إجبار الأطفال على سماع أناشيد هندوسية، فضلاً عن تعلُّم قراءة الكتب الهندوسية، مثل كتاب (جيتا) المقدس حسب العقيدة الهندوسية.
وأوضحت المنصة أن أغلب الأطفال من سكان مدينة (خارجون) بولاية ماديا براديش وسط البلاد التي شهدت في أبريل/نيسان الماضي أعمال عنف بين المسلمين والهندوس، قامت على إثرها الحكومة الهندية بهدم منازل ومساجد ومتاجر تابعة للمسلمين.
12 قاصراً
وأظهر التحقيق أن الشرطة الهندية ألقت القبض على نحو 200 شخص، من بينهم 12 قاصراً، تم إرسالهم إلى إصلاحية الأحداث في مدينة خارجون بعد حبسهم احتياطياً في مركز شرطة.
التحقيق استند إلى رأي ثلاثة أطفال، بينهما الشقيقان عمير (15 عاماً) وميرزا (17 عاماً)، من بين الأطفال الذين أُلقِي القبض عليهم ليلة 12 أبريل، وتم إرسالهم إلى مؤسسات إصلاحية تابعة للحكومة.
الأطفال قالوا إنهم على مدار 30 يوماً تعرّضوا لشتى أنواع العنف الجسدي والمضايقات المستهدفة والحرمان من الطعام والماء، فضلاً عن تسفيه معتقداتهم الدينية والثقافية، مثل الصلاة وأكل اللحوم.
وقال ميرزا: "أرغمونا على أخذ كتاب جيتا، وأجبرونا على قراءته، فقد كنا 12 طفلاً، وكان هناك عدد أكبر من الأشخاص بشكل عام، أجبرونا على القيام بالأعمال المنزلية، وطلبوا منا الجلوس مثل الدجاج ثم ضربونا".
وتابع ميرزا: "كان علينا أن نشرب الكثير من الماء؛ لأننا لم نأكل بشكل كافٍ بل أصبتُ وعمير بجروح خطيرة أثناء احتجازنا في الإصلاحية".
احتجاز بالغين
ووفقاً للتحقيق، فإنه لم يكن عمير وميرزا الطفلين الوحيدين الذين جرى اعتقالهما، فقد تم احتجاز بالغين بمن فيهم والدهما واثنان من أعمامهما في الليلة ذاتها، حيث تم إيداعهم سجن مانداليشوار بالولاية، ولا تزال قضيتهم قيد التحقيق.
المنصة الهندية كشفت أن قائد شرطة مدينة خارجون -ويُدعى بي إل ماندولي- أكد إرسال الأطفال إلى الإصلاحية، ولكنه رفض ادعاءاتهم بالتعرض للتعذيب والعنصرية بسبب دينهم الإسلامي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نظمت نساء في المنطقة مسيرة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن المحتجزين على الفور أو تقديمهم للمحاكمة العادلة.
التحقيق لا يتم بطريقة عادلة
كما نقل التحقيق عن أعضاء "جماعة الإصلاح الإسلامية"، المنسقة لقضية الأسر المسلمة في (خارجون)، أن التحقيق في القضية أحادي الجانب ولا يتم بطريقة عادلة.
أحد أعضاء الجماعة قال: "أصيب أحد الأطفال بصدمة نفسية لدرجة أنه حاول الانتحار ولكن تم إنقاذه في الوقت المناسب، نحن نكتشف نمطاً لكيفية تعامل السلطات الهندوسية مع الأطفال المسلمين من خلال إرسالهم إلى السجون دون تحقيق ولا محاكمة".
وخلال الأعوام الماضية، أخذت العنصرية ضد المسلمين في الهند وتيرة متصاعدة منذ سنوات، ولكن ما حدث مع أطفال مدينة (خارجون) يمثل أمراً جديداً في البلاد، ويشبه في تفاصيله معسكرات إعادة التعليم التي تحتجز فيها الحكومة الصينية الآلاف من المسلمين الإيغور، والتي تهدف إلى نزع هُويتهم الإسلامية.