ناشد الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين 30 مايو/أيار 2022 الجمهوريين "المتعقّلين" لتأييد وضع قيود على الأسلحة كبيرة العيار واتخاذ إجراءات أخرى على المستوى الاتحادي لمنع وقوع المزيد من وقائع إطلاق النار الجماعي.
جاء ذلك بعد يوم من قطعه وعوداً لسكان مدينة يوفالدي في ولاية تكساس الأمريكية التي يخيم عليها الحداد على أطفال قُتلوا في إطلاق نار بمدرستهم الابتدائية.
اقرأ أيضاً
تأبين ضحايا مدرسة تكساس
قال بايدن لدى عودته من رحلة زار فيها أسر الضحايا ومراسم تأبين في تكساس بعد مقتل 19 طفلاً واثنين من المعلمين: "الأمور ساءت لدرجة أن الجميع أصبحوا أكثر تعقلاً بشأنها".
تابع قائلاً للصحفيين في البيت الأبيض: "فكرة هذه الأسلحة ذات العيار الكبير.. ليس هناك ببساطة أسس منطقية لها فيما يتعلق بالدفاع عن النفس وأغراض الصيد".
يذكر أن الولايات المتحدة قد شهدت سقوط مئات القتلى في عشرات من وقائع إطلاق النار الجماعي في السنوات القليلة الماضية ونقاشاً مماثلاً في كل مرة في البيت الأبيض بشأن كيفية تقليل تلك الوقائع، لكن الأمر لم يسفر عن تحرك من الكونغرس رغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن أغلب الأمريكيين يؤدون على الأقل وضع قواعد تنظيمية معتدلة لحيازة الأسلحة.
في حين لا يزال الخلاف بين الحزبين الرئيسيين كبيراً، إذ يتبنى الديمقراطيون، الذين ينتمي لهم بايدن، نهجاً منفتحاً على وضع قيود جديدة على السلاح، بينما يحمي الجمهوريون بحماس الرؤية الموسعة لحقوق حيازة الأسلحة.
اقرأ أيضاً
زيادة معدلات الوفيات بسبب استخدام الأسلحة
كانت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد ذكرت في تقرير نُشر أن معدل الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية في الولايات المتحدة ارتفع 35% في 2020 إلى أعلى مستوى له منذ عام 1994، وأنه كان أعلى بكثير بين الشبان السود.
حيث أظهرت البيانات أن الأمريكيين من أصل إفريقي ككل كانوا عرضة للقتل بسلاح ناري أكثر أربعة أضعاف على الأقل من السكان ككل، وأكثر عرضة 12 مرة من أصحاب البشرة البيضاء.
كان قد لوحظ على نطاق واسع زيادة وتيرة العنف المسلح المرتبط بجائحة فيروس كورونا عام 2020، إذ أظهر تقرير لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) عام 2021 أن جرائم القتل زادت 30%.
كما ذكر التقرير أن معدل جرائم القتل بالأسلحة النارية، والذي يقاس لكل 100 ألف شخص، ارتفع من 4.6 عام 2019 إلى 6.1 عام 2020، مع ربطه بشكل وثيق بالفقر، وبين الأمريكيين الأفارقة، كان المعدل 26.6 حالة وفاة لكل 100 ألف، بزيادة 39.5% عن عام 2019. وبالنسبة للأمريكيين البيض، كان المعدل 2.2 لكل 100 ألف.
الآلاف من جرائم القتل
كذلك ووفقاً للأرقام الأولية، فقد وقعت 19350 جريمة قتل بالأسلحة النارية عام 2020، يمثل الأمريكيون من أصل إفريقي 62% منها والبيض 21%.
كما بلغ إجمالي حالات الانتحار بالأسلحة النارية، الذي قيس بشكل منفصل، 24245 حالة عام 2020، وطرأ تغير طفيف على معدل الانتحار بالأسلحة النارية لكل 100 ألف شخص ليصل إلى 8.1 من 7.9 في عام 2019.
فيما وجدت الدراسة أن أسباب اتساع فجوة التفاوت "غير واضحة وقد تكون معقدة"، مشيرة إلى أن جائحة كوفيد-19 ربما "أفضت إلى تفاقم الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الموجودة بالفعل".