اتُّهم مسؤولان إقليميان في روسيا بالخيانة، وأُمرا بمغادرة اجتماع الهيئة التشريعية للإقليم على إثر مطالبتهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب على أوكرانيان، حسب ما ذكره موقع Insider الأمريكي، السبت 28 مايو/أيار 2022.
الموقع أوضح أن إعلان النائبين "ليونيد فاسكوفيتش" و"غينادي شولغا" عن مطلبهما بإنهاء الحرب جاء في اجتماع عُقد يوم الجمعة 27 مايو/أيار للجمعية التشريعية لإقليم "بريمورسكي كراي" الفيدرالي، الواقع في أقصى شرق روسيا.
حيث يُظهر مقطع فيديو للاجتماع النائب فاسوكيفيتش وهو يباغت المُجتمعين بحثِّه على إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ لأنها حرب فاشلة وأودت بحياة الكثير من الروس، على حد وصفه. ثم أبدى النائب شولغا تأييده لمطلب زميله بعد ذلك.
كما أضاف: "لقد مرَّت ثلاثة أشهر تقريباً دون دليل على قرب الانتصار في هذه الحرب. واستمرار العملية العسكرية لن يؤدي إلا إلى زيادة أعداد القتلى والجرحى من العسكريين، لذا نطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا".
حاول مسؤولون آخرون في الاجتماع قطعَ حديث فاسوكيفيتش، وصاحوا فيه بأنه يتحدث من دون إذن، وأن الحرب ليست موضوع الاجتماع.
فيما ذكرت محطة Radio Free Europe وصحيفة Kommersant الروسية، أن أوليغ كوزيمياكو، حاكم إقليم بريمورسكي كراي، اتهم النائبين في روسيا بالخيانة، وأمر بطردهما. ولا يبيِّن مقطع الفيديو إذا كانا قد طُردا بالفعل أم لا.
بينما نقلت شبكة BBC Russian عن أناتولي دولغاتشيف، قائد الحزب الشيوعي في برلمان بريمورسكي كراي، قوله إن الحزب سيُنزل "أشد إجراءات العقاب" بكلٍّ من فاسيوكيفيتش وشولغا. وقال دولغاتشيف إنهما "ينتقصان من شرف الحزب الشيوعي بمثل هذه التصريحات".
واقع الأمر أن فاسوكيفيتش وشولغا، ومعهما برلمان بريمورسكي كراي بأكمله، ليس لهم أي تأثير مباشر في الغزو الروسي لأوكرانيا.
مع ذلك، فقد كان اعتراض النائبين واقعة نادرة ومثالاً قل نظيره على المعارضة العلنية للحرب من سياسيين في روسيا، لا سيما وأن جميع المسؤولين ووسائل الإعلام الحكومية تؤيد الحرب علناً.
فقد ذكرت صحيفة The Moscow Times أن مسؤولين روسيين آخرين عارضا الحرب في وقت سابق، مع أن السلطات الروسية قلَّما تقدم للجمهور تقارير دقيقة عن الصراع في أوكرانيا، ويُمنع نشر أخبار الخسائر العسكرية في البلاد، ويُفرض على وسائل الإعلام التزام الرواية الرسمية للسلطة عن الحرب، وتحظر السلطات الروسية على الناس وصف غزو أوكرانيا بأنه حرب، بل هو عملية عسكرية خاصة.