كشف تحقيق لصحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية عن تطور في علاقة تل أبيب والرياض إذ أن المملكة العربية السعودية سمحت في الأشهر الأخيرة لرجال أعمال إسرائيليين بالوصول إلى أراضيها، بغرض الاستثمار في مشاريع كبرى تنوي المملكة تنفيذها ضمن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030، في مدينة المستقبل أو ما يعرف بمدينة "نيوم" على البحر الأحمر.
تقول الصحيفة إن سفر المواطنين الإسرائيليين للسعودية كان محظوراً في السابق، ولكن مؤخراً، ظهر تطور جديد في العلاقات بين البلدين، في ضوء قرار المملكة برفع الحظر عن منح التأشيرات للمواطنين الإسرائيليين، ما دفع بعشرات رجال الأعمال للسفر إلى المملكة والتعرف على المجالات التي يمكن الاستثمار فيها.
نيوم" بوابة الاستثمار الإسرائيلي
وتتطلع السعودية، وفق للصحيفة، إلى جذب استثمارات إسرائيلية تتعلق بتكنولوجيا تحلية المياه من البحر، وهو أمر يحظى بأهمية كبرى بالنسبة لرؤية بن سلمان في تطوير مدينة "نيوم" نظراً لطبيعة المناخ الصحراوي للمملكة، إلى جانب الحصول على تقنيات التكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية، ونقل البضائع، والهندسة المدنية، وصناعة المعدات الطبية، والاستثمار في الشركات الناشئة.
وتنقل الصحيفة عن أحد رجال الأعمال الإسرائيليين الذي وصل المملكة العربية السعودية: "حتى وقت قريب لم يكن متاحاً لنا الوصول للسعودية، ولكن الآن الوضع مختلف كلياً، هنالك بيئة استثمارية جيدة في السعودية يمكن التقاطها، فتسجيل الشركات في البورصة بات سهلاً، وحتى التحويلات المالية من وإلى السعودية عبر إسرائيل تشكل نقطة تحول في إزالة العوائق أمام الشركات الإسرائيلية للاستثمار في السعودية".
ويضيف: لدينا كل ما نحتاجه لبدء العلاقات التجارية مع شركائنا في المملكة بات متاحاً بنسبة كبيرة، فالمنتجات الإسرائيلية أثبتت جدواها وتنافسيتها، ولعل ما يميز العلاقات الجديدة مع المملكة واختلافها في الإمارات العربية المتحدة، أن الصفقات التجارية تتم بين القطاعين الخاص في كلتا الدولتين، بينما في الإمارات يتولى مسؤولو الدولتين متابعة هذه الصفقات، ما يضع السعودية أمام نقطة متقدمة على الإمارات في المجال الاستثماري.
ارتفاع في أعداد طلبات التأشيرة للإسرائيليين
بجانب ذلك تنقل الصحيفة عن مسؤول سعودي كبير على صلة بمسألة التقارب مع إسرائيل: أن عدد الطلبات المقدمة من رجال أعمال إسرائيليين للحصول على تأشيرة لدخول المملكة آخذ في الازدياد، ولا نخفي أننا نتطلع باهتمام وتعطش حول التقنيات الإسرائيلية المتطورة، والتي تعتبر من الأكثر تنافسية على مستوى دول شرق الأوسط، وهذا ما يتلاءم مع رؤية ولي العهد محمد بن سلمان.
تطور في علاقة تل أبيب والرياض
وكان المحلل السياسي إيدي كوهين قد تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تشير إلى تقارب إسرائيلي سعودي غير مسبوق.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى التقارب على المستوى الرسمي بين الرياض وتل أبيب، في ضوء بيع إسرائيل أنظمة الأمن السيبراني للمملكة مؤخراً، لمواجهة التهديدات المحتملة من إيران والحوثيين.
بالإضافة لذلك هنالك مؤشرات أخرى من قبيل سماح السعودية بفتح المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي للتحليق فوق أجوائها، وهذا أمر من شأنه أن يسرّع في انضمام السعودية لاتفاقيات أبراهام لتسير على خطى حلفائها في الإمارات والبحرين.