قالت السلطات الأمريكية، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إن أطفالاً مذعورين اتصلوا برقم الطوارئ 911 ست مرات على الأقل، من فصل في مدرسة بولاية تكساس شهدت مذبحة، وناشدوا الشرطة التدخل، بينما انتظر نحو 20 شرطياً في الخارج لما يقرب من ساعة قبل دخول الفصل وقتل المسلح!
حيث قال الكولونيل ستيفن ماكرو مدير إدارة السلامة العامة في تكساس، إن طفلين على الأقل اتصلا بخدمة الطوارئ 911 من فصول الصف الرابع الابتدائي إثر دخول المسلح الذي يدعى سلفادور راموس (18 عاماً)، ببندقية نصف آلية من طراز (إيه.آر-15)، ليقتل 19 طفلاً واثنين من المعلمين.
الشرطة تباطأت قبل دخول مدرسة تكساس
أضاف ماكرو أن قائد فرقة الشرطة بالمنطقة في يوفالدي بتكساس، اعتقد أن راموس متحصن في الداخل وأن الأطفال لم يعودوا في خطر، مما منح الشرطة وقتاً للاستعداد.
كما تابع قائلاً: "بالطبع عندما أجلس الآن بهدوء أرى أن القرار لم يكن صائباً.. كان قراراً خاطئاً".
فيما أظهرت تسجيلات فيديو نُشرت الخميس، أولياء أمور في حالة من الهياج خارج المدرسة وهم يتوسلون للشرطة اقتحام المبنى خلال الهجوم، لدرجة أن الشرطة اضطرت إلى تقييد بعضهم.
من ناحية أخرى توصي بروتوكولات التعامل الأمنية المعيارية للشرطة في حالة التعامل مع مطلق نار نشط في مدرسة، بالتعامل معه دون تأخير، وهو ما اعترف به ماكرو، اليوم الجمعة.
شهادات مروعة لشهود عيان
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه شهود عيان لوكالة أسوشييتد برس، الأربعاء 25 مايو/أيار 2022، عن تقاعس الشرطة المحلية بولاية تكساس الأمريكية عن التدخل الفوري خلال إطلاق النار الذي وقع داخل مدرسة "روب" الابتدائية وأسفر عن مقتل 19 طفلاً، ومعلّمين.
قال شهود عيان إن أفراداً من العامة حثّوا الشرطة على التدخل حين سماع إطلاق النار داخل المدرسة، فيما لفت أحد الشهود إلى أنه فكر في التدخل بنفسه بعدما شعر بالإحباط بسبب موقف الشرطة.
بدوره قال مدير إدارة السلامة العامة في الولاية، ستيفن ماكرو، إن المسلح ظلّ في موقع الحادث ما يتراوح بين 40 دقيقة وساعة، قبل أن تتمكن سلطات إنفاذ القانون من "احتوائه".
قال مسؤول آخر مطلع على التحقيق، إن عناصر حرس الحدود واجهوا مشكلة في اختراق باب الفصل، واضطروا إلى جعل أحد الموظفين يفتح الغرفة بمفتاح.
"اذهبوا إلى هناك.. اذهبوا"
أحد شهود العيان، ويُدعى خوان كارانزا، قال لوكالة أسوشييتد برس، إن نساء قريبات من موقع الحادث صرخن على الضباط بعد وقت قصير من الهجوم: "اذهبوا إلى هناك.. اذهبوا!"، دون أن يدفع هذا الصراخ الضباط إلى التدخل.
كارانزا الذي يبلغ من عمره 24 عاماً، والذي تابع الحادث من أمام منزله، وقُتلت ابنته جاكلين في الصف الرابع خلال الهجوم، قال إنه هرع إلى المدرسة حين سماع إطلاق النار، ليجد الشرطة متجمعة خارج المبنى.
في ذلك الوقت، فكّر كارانزا في التدخل بنفسه مع عدد من المارّة هناك، منزعجاً من عدم تحرك الشرطة.
صاح بالناس من حوله: "دعونا نقتحم المدرسة؛ فرجال الشرطة لا يفعلون أي شيء كما يفترض بهم!".
قبل ذلك بدقائق فقط، كان كارانزا قد شاهد المهاجم سلفادور راموس وهو يصطدم بشاحنته في حفرة أمام المدرسة، ممسكاً ببندقيته شبه الآلية من طراز AR-15، وأطلق النار على شخصين دون أن يصيبهما.
"كان عمره 18 عاماً فقط"
من جانب آخر، قال كارلوس فيلاسكويز، أحد السكان المحليين، لشبكة "بي بي سي" البريطانية: "أتذكر، عندما كنت طفلاً، أعمامي وهم يعلّمونني ويدرّبونني على كيفية حمل السلاح".
أضاف: "التعارض بين السلامة الجيدة وما حدث للتو أمر دقيق للغاية. إنه ليس مجرد فكرة واضحة، إنه موقف شائك حقاً وحوار شائك يجب إجراؤه الآن".
نقلت الشبكة عن سيدة تُدعى ساندرا بارا، تعيش في آخر الشارع الذي تقع به المدرسة، قولها: "هذا الطفل كان عمره 18 عاماً فقط. يجب أن يكون عمرك 21 عاماً لتشرب الخمر. كيف ذلك؟!".
قالت: "آمل أن تكون هناك تغييرات"، في إشارة إلى قوانين حمل الأسلحة بولاية تكساس. وأضافت: "ليس لدي سلاح، لكن إذا كان لدي سلاح، فسيكون ذلك من أجل الحماية".
"كان مولعاً بالأسلحة"
كانت وسائل إعلام أمريكية كشفت، الأربعاء 25 مايو/أيار، تفاصيل عن المراهق الذي نفذ أكبر هجوم دامٍ شهدته أمريكا منذ سنوات، كما نشرت وسائل إعلام صوراً لمنفذ الهجوم وآخر ما تمت مشاركته على حسابه بموقع إنستغرام، قبل أن تقوم السلطات بوقف الحساب.
في حين تُظهر الصور التي تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مُنفذ الهجوم كان مولعاً بالأسلحة، حيث كان ينشر على حسابه بموقع "إنستغرام" صوراً لأسلحة رشاشة وذخائر بحيازته.
فيما كشفت صحيفة The Daily Dot، أن منفذ الهجوم أرسل إلى صديق له إيصالات شراء البنادق من بائع على الإنترنت يدعى Daniel Defense، ويُظهر إيصال الشراء أنه دفع 1870 دولاراً أمريكياً لشراء البندقيتين بالتزامن مع عيد ميلاده، ويبدو أنه استخدمهما لتنفيذ هجوم على المدرسة، فيما شارك المراهق قبيل تنفيذه الهجوم منشورات مخيفة على حسابه بموقع إنستغرام.
كما أرسل منفذ الهجوم صوراً لأسلحته إلى أحد أصدقائه على موقع إنستغرام، قائلاً إنه "على وشك القيام بشيء"، فيما حذفت السلطات حساباته من مواقع التواصل الاجتماعي بعد الكشف عن هويته.