تسبب تعيين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أحد مقربيه أميناً عاماً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفاً لصائب عريقات، في إحداث أزمة كبيرة وانقسام متزايد في السلطة الفلسطينية، وفق ما نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الخميس 26 مايو/أيار 2022.
إذ لم يستشر عباس في قرار تكليف حسين الشيخ، الذي يشغل منذ سنوات منصب وزير هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، والمسؤول عن التنسيق مع إسرائيل، أياً من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا اللجنة المركزية لحركة فتح، ولم يُطرح اسم الشيخ للتصويت.
انقسام في منظمة التحرير
الانفراد بالقرار يشير إلى واقع الانقسام في منظمة التحرير؛ إذ نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر في السلطة الفلسطينية أن حركة فتح كان بها مسؤولون آخرون يتطلعون إلى تقلد هذا المنصب، إلا أن الخلافات دفعت عباس إلى إعلان قراره دون عرض الموضوع للنقاش.
ووصف أحد مسؤولي فتح الخطوةَ بأنها خطوة انتهازية أخرى تبيِّن شدة انفصال القيادة الفلسطينية عن الجمهور في الشارع الفلسطيني، بينما يرى آخرون أن تعيين الشيخ في هذا المنصب يجعله مرشحاً رئيساً لخلافة عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية، ويقطع الطريق على معارك الخلافة المتوقعة بين كبار مسؤولي السلطة، حتى وإن كان لأمد يسير.
كما أوضح مصدر مطلع في السلطة الفلسطينية أنه "في حال عجز أبو مازن (محمود عباس) عن القيام بمهام عمله، يصبح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني رئيساً بالوكالة.
تهيئة حسين الشيخ للمنصب
وفي المؤتمر الأخير للمجلس، انتُخب روحي فتوح لهذا المنصب، لكنه شخص مغمور ولا نفوذ له داخل النظام السياسي الفلسطيني، وهكذا فإن مركز السلطة ما زال في أيدي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وتعيين الشيخ ليس إلا خطوة أخرى تؤدي إلى تقوية قبضة عباس على مؤسسات السلطة.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن عباس عمد إلى تهيئة الشيخ للمنصب منذ وفاة أمين السر السابق، صائب عريقات، فالشيخ على اتصال دائم بالمسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة، ويرافق محمود عباس في جميع زياراته الدبلوماسية.
كما يحضر الشيخ اجتماعات دبلوماسية مختلفة، وهو ما يستدعي نوعاً من التوتر، عادة مع وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قيام الشيخ بمسؤولية التنسيق مع إسرائيل في الشؤون المدنية جعله أحد أقوى شخصيات السلطة الفلسطينية وأكثرها نفوذاً.
كما ادعى الشيخ في مناسبات عدة ومقابلات مع الإعلام أن الرئيس الفلسطيني المقبل سينتخبه الشعب، ومع ذلك، يشكك مراقبون في أن تنظِّم السلطة الفلسطينية انتخابات لاختيار رئيس لها، ويقولون إنها عملية طويلة ومعقدة، وربما لن تحدث في أي وقت قريب، ومن ثم قد يؤول الأمر إلى تحول الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية أو رئيسها بالوكالة إلى رئيس دائم.