كشف شهود عيان لوكالة أسوشييتد برس، الأربعاء 25 مايو/أيار 2022، عن تقاعس الشرطة المحلية بولاية تكساس الأمريكية عن التدخل الفوري خلال إطلاق النار الذي وقع داخل مدرسة "روب" الابتدائية وأسفر عن مقتل 19 طفلاً، ومعلّمين.
وقال شهود عيان إن أفراداً من العامة حثّوا الشرطة على التدخل حين سماع إطلاق النار داخل المدرسة، فيما لفت أحد الشهود إلى أنه فكر في التدخل بنفسه بعدما شعر بالإحباط بسبب موقف الشرطة.
بدوره قال مدير إدارة السلامة العامة في الولاية، ستيفن ماكرو، إن المسلح ظلّ في موقع الحادث ما يتراوح بين 40 دقيقة وساعة، قبل أن تتمكن سلطات إنفاذ القانون من "احتوائه".
وقال مسؤول آخر مطلع على التحقيق إن عناصر حرس الحدود واجهوا مشكلة في اختراق باب الفصل، واضطروا إلى جعل أحد الموظفين يفتح الغرفة بمفتاح.
"اذهبوا إلى هناك.. اذهبوا"
أحد شهود العيان، ويُدعى خوان كارانزا، قال لوكالة أسوشييتد برس، إن نساء قريبات من موقع الحادث صرخن على الضباط بعد وقت قصير من الهجوم: "اذهبوا إلى هناك.. اذهبوا!"، دون أن يدفع هذا الصراخ الضباط إلى التدخل.
كارانزا الذي يبلغ من عمره 24 عاماً، تابع الحادث من أمام منزله، قُتلت ابنته جاكلين في الصف الرابع خلال الهجوم، قال إنه هرع إلى المدرسة حين سماع إطلاق النار، ليجد الشرطة متجمعة خارج المبنى.
في ذلك الوقت، فكّر كارانزا في التدخل بنفسه مع عدد من المارّة هناك، منزعجاً من عدم تحرك الشرطة.
وصاح بالناس من حوله: "دعونا نقتحم المدرسة فرجال الشرطة لا يفعلون أي شيء كما يفترض بهم".
وقبل ذلك بدقائق فقط، كان كارانزا قد شاهد المهاجم سلفادور راموس وهو يصطدم بشاحنته في حفرة أمام المدرسة، ممسكاً ببندقيته شبه الآلية من طراز AR-15، وأطلق النار على شخصين دون أن يصيبهما.
"كان عمره 18 عاماً فقط"
من جانب آخر، قال كارلوس فيلاسكويز، أحد السكان المحليين، لشبكة "بي بي سي" البريطانية: "أتذكر، عندما كنت طفلاً، أعمامي وهم يعلّمونني ويدرّبونني على كيفية حمل السلاح".
وأضاف: "التعارض بين السلامة الجيدة وما حدث للتو أمر دقيق للغاية. إنه ليس مجرد فكرة واضحة، إنه موقف شائك حقاً وحوار شائك يجب إجراؤه الآن".
ونقلت الشبكة عن سيدة تُدعى ساندرا بارا، تعيش في آخر الشارع الذي تقع به المدرسة، قولها: "هذا الطفل كان عمره 18 عاماً فقط. يجب أن يكون عمرك 21 عاماً لتشرب الخمر. كيف ذلك؟!".
وقالت: "آمل أن تكون هناك تغييرات"، في إشارة إلى قوانين حمل الأسلحة في ولاية تكساس. وأضافت: "ليس لدي سلاح، لكن إذا كان لدي سلاح، فسيكون ذلك من أجل الحماية".
"كان مولعاً بالأسلحة"
وكانت وسائل إعلام أمريكية كشفت، الأربعاء 25 مايو/أيار، تفاصيل عن المراهق الذي نفذ أكبر هجوم دامٍ شهدته أمريكا منذ سنوات، كما نشرت وسائل إعلام صوراً لمنفذ الهجوم وآخر ما تمت مشاركته على حسابه بموقع إنستغرام، قبل أن تقوم السلطات بوقف الحساب.
وتُظهر الصور التي تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مُنفذ الهجوم كان مولعاً بالأسلحة، حيث كان ينشر على حسابه بموقع "إنستغرام" صوراً لأسلحة رشاشة وذخائر بحيازته.
فيما كشفت صحيفة The Daily Dot ، أن منفذ الهجوم أرسل إلى صديق له إيصالات شراء البنادق من بائع على الإنترنت يدعى Daniel Defense، ويُظهر إيصال الشراء أنه دفع 1870 دولاراً أمريكياً لشراء البندقيتين بالتزامن مع عيد ميلاده، ويبدو أنه استخدمهما لتنفيذ هجوم على المدرسة، فيما شارك المراهق قبيل تنفيذه الهجوم منشورات مخيفة على حسابه بموقع إنستغرام.
كما أرسل منفذ الهجوم صوراً لأسلحته إلى أحد أصدقائه على موقع إنستغرام، قائلاً إنه "على وشك القيام بشيء"، فيما حذفت السلطات حساباته من مواقع التواصل الاجتماعي بعد الكشف عن هويته.
أطلق النار على جدته قبل الهجوم
وكانت وسائل إعلام أجنبية قالت إن منفذ الهجوم قبل أن يتوجه إلى المدرسة، كان قد أطلق النار على جدته، ثم توجه إلى المدرسة وصدم سيارته بالقرب من مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي في نحو الساعة الـ11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، ولاحقته الشرطة عندما ركض إلى المدرسة بمسدس وربما بندقية.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم إدارة السلامة العامة في تكساس، كريس أوليفاريز، قوله: "بمجرد دخوله المدرسة بدأ في إطلاق النار على الأطفال والمعلمين، أياً من كان في طريقه، كان يطلق النار على الجميع".
والأربعاء أيضاً، انتشر مقطع فيديو يُظهر لحظة دخول منفذ الهجوم، سلفادور راموس الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، لمدرسة روب الابتدائية في يوفالدي بولاية تكساس، وهو يحمل سلاحاً بيده.
تُعد واقعة إطلاق النار في تكساس أكثر حادث دموية يقع بمدرسة أمريكية منذ أن قتل مسلحٌ 26 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية بولاية كونيتيكت في ديسمبر/كانون الأول 2012.