رحب نشطاء مؤيدون لفلسطين بمحاولة في الكونغرس الأمريكي للاعتراف بـ"النكبة"، المصطلح الذي يصف التهجير القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين في الفترة التي سبقت قيام دولة إسرائيل عام 1948، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
الموقع أشار في تقرير له الأربعاء 18 مايو/أيار 2022، إلى أن القرار قدمته في مجلس النواب، الإثنين 16 مايو/أيار، عضو الكونغرس رشيدة طليب، بعد يوم من إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ74 للنكبة.
كما أضاف أنه برعاية مشتركة من أعضاء مجلس النواب، إلهان عمر، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وكوري بوش، وبيتي ماكولوم، وماري نيومان، وجمال بومان، يدعو القرار الولايات المتحدة إلى رفض الجهود المبذولة لتجنيد الإدارة الأمريكية أو إشراكها أو ربطها بإنكار النكبة؛ وتشجيع التعريف بالنكبة، ودعم تقديم الخدمة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، ودعم تنفيذ حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
إذ قالت النائبة رشيدة طُليب، في بيان، إنَّ "الندوب التي يحملها قرابة 800 ألف فلسطيني أُجبِروا على ترك منازل عائلاتهم ومجتمعاتهم، والقتلى، مشتعلة داخل أرواح الناس الذين عاشوا النكبة".
أضاف البيان: "مثلما أوضح اغتيال شيرين أبو عاقلة، الأسبوع الماضي، فإنَّ العنف وجرائم الحرب اعتداء مستمر ودائم على وجود الشعب الفلسطيني وإنسانيته".
كما تابع: "إنَّ التطهير العرقي المستمر الذي تمارسه حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية يسعى إلى إضعاف الإنسانية الفلسطينية وكسر إرادة الشعب في التحرر. ولحسن الحظ، كما يثبت الفلسطينيون وحلفاؤهم مراراً وتكراراً، سنواصل -برغم الظروف- السعي حتى تصير مبادئ السلام والحرية والإنصاف واحترام الجميع مكفولة ومحمية".
في هذا الصدد، قالت نورا عريقات، محامية فلسطينية أمريكية لحقوق الإنسان وأستاذة مساعدة بجامعة Rutgers في نيوجيرسي، إنَّ مسألة ما إذا كان مشروع القرار سيُمرَّر ليست بنفس أهمية حقيقة تقديمه.
كما أوضحت لموقع Middle East Eye: "حتى لو لم يُمرَّر، فسيصبح لحظة يسجلها التاريخ وبذرة أخرى مزروعة؛ مما يشير إلى حتمية تمريره، لكن سيستغرق ذلك وقتاً".
أضافت أيضاً أنَّ قرار إحياء ذكرى النكبة جاء "في قلب المؤسسة السياسية التي تدعم الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والفصل العنصري"، وهو في حد ذاته رمزي.
نورا عريقات صرحت قائلة: "هذه هي الهيئة نفسها التي تقدم دعماً عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً صريحاً لإسرائيل، والذي يُمكِّنها من ترسيخ مشروعها الاستيطاني ومقاومة التدقيق الدولي. والآن نشهد القدرة على رؤية كلمة النكبة والاعتراف بها باعتبارها سياسة ولحظة حساب مع هذه الأخطاء التاريخية".
تابعت: "ليس لهذا القرار التأثير العملي الذي نود رؤيته، لكنه مؤشر على أنَّ تغييرات مهمة تحدث على الأرض وفي الرأي العام الأمريكي".
بينما أشار جورج بشارات، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا هاستينغز، إلى أنَّ عدد المشاركين في رعاية قرار النكبة يمثل علامة على حركة متنامية للاعتراف بمحنة الفلسطينيين.
كما قال بشارات لموقع Middle East Eye: "ثمانية من [الرعاة المشاركين] ليس عدداً ضئيلاً، وأتوقع أنَّ هذه الأرقام ستزداد بمرور الوقت. ربما ببطء، لكنهم سيزدادون".