أعلن مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك، تعليق المفاوضات بين وفدي بلاده وروسيا الرامية إلى وقف الحرب، وذلك يوم الثلاثاء 17 مايو/أيار 2022.
مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني قال في تصريحاته إن الوضع في أوكرانيا تغير كثيراً منذ بداية الحرب، وإن روسيا ما زالت غير مدركة لهذا الأمر. وأوضح أن عملية التفاوض بين وفدي البلدين بشأن إنهاء الحرب تم تعليقها؛ لأن روسيا لم تأخذ التغيرات الحاصلة بعين الاعتبار.
تعليق المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
المستشار الرئاسي أضاف: "عملية التفاوض تعتمد على سير الأحداث في أوكرانيا، وتم تعليق العملية (التفاوض) لأنه لم يكن هناك تغيير أو تقدم كبير بعد إعلان إسطنبول".
كما أشار إلى أن روسيا ما زالت تحافظ على تفكيرها النمطي، رغم مرور 82 يوماً على الحرب، وشدد في ذات الوقت على أن أي حرب لن تضع أوزارها إلا على طاولة المفاوضات.
يذكر أن الوفدين الروسي والأوكراني أجريا مفاوضات مباشرة 3 مرات بمدينتي غوميل وبريست في بيلاروسيا، ومرة في إسطنبول.
إذ أحرز الجانبان تقدماً ملموساً نحو وقف إطلاق النار خلال المفاوضات التي انعقدت في إسطنبول بتاريخ 29 مارس/آذار 2022.
استسلام عشرات المقاتلين الأوكرانيين
يأتي هذا التطور الجديد في الوقت الذي استسلم فيه العشرات من المقاتلين الأوكرانيين، بعضهم جرحى على ما يبدو، الثلاثاء بعد أسابيع من التحصن في المخابئ والأنفاق التي تقع أسفل مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، مع اقتراب الحصار الأكثر تدميراً في الحرب الروسية في أوكرانيا من نهايته.
حيث قصفت القوات الروسية ماريوبول بالمدفعية لأسابيع، وتركت واحدة من أعنف حروب المدن في الصراع جزءاً كبيراً من المدينة أرضاً قاحلة. وماريوبول مدينة ساحلية رئيسية تطل على بحر آزوف وتقع بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
فيما لجأ المدنيون والمئات من المقاتلين الأوكرانيين، وكثير منهم من كتيبة آزوف، إلى مصنع آزوفستال الضخم الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية. وتأسس المصنع في عهد جوزيف ستالين ويحتوي على متاهة من المخابئ والأنفاق لمقاومة أي هجوم نووي.
إصابة العشرات بجروح
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن 265 مقاتلاً أوكرانياً استسلموا، من بينهم 51 أصيبوا بجروح خطيرة وسيعالجون في نوفوازوفسك بمنطقة دونيتسك الانفصالية التي تدعمها روسيا.
فيما ذكر شاهد من رويترز أن سبع حافلات على الأقل تقل مقاتلين أوكرانيين من الذين أعلنوا استسلامهم غادرت مصنع آزوفستال برفقة القوات المسلحة المتحالفة مع روسيا الثلاثاء. وقال الشاهد إن بعض المقاتلين الأوكرانيين الذين تم نقلهم لم يبد أنهم مصابون.
من جانبها، قالت القيادة العسكرية الأوكرانية في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء إن مهمة الدفاع عن مصنع الصلب قد انتهت.
فيما لم يتضح ما الذي سيحدث للمقاتلين الذين وصفهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنهم أبطال، لكن مشرعين روساً وصفوهم بأنهم "مجرمون نازيون". وقال أحد المشرعين الروس إنه يجب الحكم عليهم بالإعدام.
مبادلة الأسرى
في سياق ذي صلة، قال الكرملين إن المقاتلين سيُعاملون بما يتماشى مع الأعراف الدولية، بينما نشرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار مقطعاً مصوراً قالت فيه: "ستتم عملية مبادلة لإعادتهم إلى الوطن".
يذكر أن كتيبة آزوف تشكلت في 2014 كميليشيا متطوعة يمينية متطرفة لمحاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين سيطروا على أجزاء من منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا والتي يتحدث أغلب سكانها اللغة الروسية. وتقول روسيا إنها تريد إنهاء الحكم الأوكراني هناك.
فيما تنفي كتيبة آزوف اتهامات الفاشية والعنصرية والنازية، وتقول أوكرانيا إنه تم إبعادها عن أصولها القومية المتطرفة ليتم دمجها في الحرس الوطني. ووصفت القيادة العسكرية الأوكرانية جميع المدافعين بأنهم "أبطال هذا العصر".
كما تنفي كييف أيضاً تعرض الناطقين بالروسية للاضطهاد في أوكرانيا، وتقول إن الادعاء بأن لديها جدول أعمال فاشياً ما هو إلا ذريعة لا أساس لها تسوقها روسيا لشن حرب عدوانية.
جدير بالذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".