كشفت الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية في لبنان تراجعاً في مشاركة الناخبين اللبنانيين في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد 15 مايو/أيار 2022، مقارنة بانتخابات عام 2018، وقال موقع Middle East Eye البريطاني هذا اليوم جمع بين مشاعر الغضب من الحكومة واللامبالاة.
الموقع البريطاني أشار في تقرير له، الأحد، إلى أن 41.04% من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم يوم الأحد، أي أقل بنحو 8% عن عام 2018، وفق الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية.
معاقبة السياسيين التقليديين بـ"المستقلين"
في بيروت كان الغضب واللامبالاة المحفزين وراء بعض خيارات الناخبين. وقالت سيدة لموقع Middle East Eye إنه يسعدها التصويت لمحمد نبيل بدر، المرشح في قائمة "هيدي بيروت" المستقلة.
كما قالت رافضة الكشف عن اسمها: "عُمري 61 عاماً، وعشت ما يكفي، لكنني أصوت من أجل تغيير البلاد للجيل القادم".
سواء كان هذا الدعم للمستقلين سيترجم إلى الفوز بمقاعد أم لا، فهذه مسألة مختلفة. صحيح أن بعض المفاجآت قد تحدث، تشير التوقعات إلى انتصار الأحزاب الطائفية التقليدية ذات النفوذ.
بينما في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، قال عديد من الناس لموقع Middle East Eye إن مقاطعة الانتخابات قرار خاطئ، وأعربوا عن خيبة أملهم من الحريري لتخليه عن السياسة.
حيث قال أحد سكان المنطقة لموقع Middle East Eye: "عدم المشاركة في الانتخابات لن يفيد إلا الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)".
بينما ترددت أصداء المشاعر المعادية لحزب الله في الجميزة، المعقل المسيحي لحزبيّ الكتائب والقوات اللبنانية. وقال ناشط في حزب القوات اللبنانية: "الناس هنا يعرفون أنهم لا يمكنهم منح ثقتهم إلا لنا. ونحن بحاجة لحزب قوي لمواجهة حزب الله".
فيما صوت آخرون في بيروت ضد النخبة السياسية احتجاجاً على تفجير ميناء بيروت في أغسطس/آب عام 2020.
يقول جان كولوليان (62 عاماً): "مات أكثر من 200 شخص في انفجار بيروت، وهؤلاء الناس لا يستطيعون التصويت اليوم ولكن لدينا الفرصة للتصويت لهم ومحاسبة الطبقة السياسية الحالية المسؤولة عن موتهم".
بين المقاطعة والولاء في لبنان
في الجنوب، حيث من المتوقع أن يفوز حزب الله وحركة أمل بأغلبية الأصوات، قالت عايدة أثناء انتظارها أمام مركز اقتراع في بنت جبيل، إن التصويت لصالح حزب الله أقل ما يمكنها فعله "بعد كل ما فعلوه لنا". وقالت: "أنا أعطي صوتي لمن لم يتوقفوا عن حمايتنا والدفاع عنا".
كان من بين المنتظرين في الشارع المزدحم أمام مركز اقتراع بنت جبيل، حسن بَزي، المرشح المستقل عن قائمة "معاً نحو التغيير". وقال: "نتعشم أن نتمكن من تأمين مقعد واحد على الأقل".
فيما أعرب عدد من سكان الجنوب عن سخطهم من الأحزاب التقليدية في الجنوب، وقال البعض إنهم إما سيقاطعون أو سيتركون ورقة الاقتراع فارغة. لكن آخرين قرروا أن الوقت قد حان للتغيير.
يقول علي (36 عاماً)، الذي أدلى بصوته لقائمة معاً نحو التغيير: "أريد أن أنتخب شخصاً جديداً. وربما لا يكون صادقاً في حديثه عن التغيير، ولكنني على الأقل لن أصوت لشخص يكذب علينا الكذبات نفسها منذ 30 عاماً".
هذه الرغبة في التغيير أعرب عنها كثيرون في مناطق لبنانية مختلفة، حيث ينتقد الناس المشكلات نفسها: التضخم، والانخفاض الهائل في قيمة العملة المحلية، ونقص الخدمات الأساسية والأدوية والكهرباء والوقود.
ففي طرابلس، على بعد حوالي 83 كم شمال بيروت، قال عامر بكور (27 عاماً) إنه في أعقاب الأزمة الاقتصادية، فقد وظيفته في هيئة إدارة النفايات في بلدية المدينة وهو عاطل عن العمل حالياً. وقال: "لا يتوفر عمل هنا في طرابلس. وأنا منحت صوتي لمرشح مستقل لأنني أتمنى أن نتمكن من تغيير الوضع الحالي".