في أول ظهور له بعد دعوات إسرائيلية باغتياله، زار يحيى السنوار زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، مكاتب قناة الجزيرة يوم السبت 14 مايو/أيار 2022 وأعرب عن تعازيه بوفاة الصحفية شيرين أبو عاقلة.
زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قال: "شيرين قُتلت عدة مرات: أولاً عندما أصيبت وثانياً عندما حاولوا منع دفنها وعندما هاجموا نعشها". كما دعا زعيم حماس في غزة المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل "من أجل محاسبة إسرائيل على جرائمها".
يحيى السنوار يعزي في مقتل شيرين أبو عاقلة
السنوار قال كذلك: "من اتخذ قرار تفجير مكتب الجزيرة، ومن اتخذ قرار كسر يد جيفارا البديري في الشيخ جراح، هو الذي اتخذ قرار القضاء على شيرين أبو عاقلة".
في سياق ذي صلة قال السنوار: "قيادة القسام وعلى رأسهم أبو خالد الضيف يتابعون الصور التي تخرج من أي منطقة وجود شعبنا الفلسطيني، بشكل دقيق جداً ونحن على أتم الجهوزية ولا قيمة لنا إن لم نحمِ شعبنا".
مشدداً في الوقت نفسه على: "لا نخشى إسرائيل"، وبخصوص الدعوات الإسرائيلية باغتياله، قال السنوار: "لست خائفاً، أنا مش متخبي ومستعد أطلع مباشر ولا نعمل حساب للاحتلال، وإحنا فاهمين إنه لا كل كيدهم ولا قوتهم ممكن تأخر دقيقة".
يذكر أن نواباً ومسؤولين سابقين وصحفيين إسرائيليين، قد دعوا صراحة، إلى اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار وبرروا في مقابلات وتغريدات في تويتر، رصدتها وكالة الأناضول، دعواتهم هذه، بتحميله مسؤولية الهجوم الذي وقع في مدينة إلعاد، قرب تل أبيب وسط البلاد، وأدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين، وإصابة عدد آخر، بينهم اثنان إصاباتهما خطيرة.
في حين لم تعلن حماس مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم، لكنها رحبّت به، واعتبرته رداً على "الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".
كان السنوار، قد دعا في خطاب، ألقاه في غزة أحد الأيام الماضية، الفلسطينيين في الضفة والمناطق العربية في إسرائيل إلى شن هجمات بالأسلحة النارية، والبيضاء إن تعذر ذلك، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.
اغتيالات إسرائيلية بحق قادة فلسطينيين
فيما نفذت إسرائيل خلال السنوات الماضية، العشرات من عمليات "الاغتيال" بحق القادة الفلسطينيين من مختلف الفصائل، وراح ضحيتها معظم قادة الصف الأول في حركة حماس، ومن ضمنهم مؤسسها الشيخ أحمد ياسين عام 2004.
من جانبه، دعا النائب من حزب "الليكود" اليميني المعارض، يسرائيل كاتس في حديث لإذاعة (103 إف إم) الإسرائيلية إلى اغتيال السنوار وقال: "يجب القضاء على يحيى السنوار والعودة إلى (سياسة) الاغتيالات المستهدفة لقادة الإرهاب في غزة؛ هذه هي الطريقة الوحيدة لردع الهجمات ووقفها؛ يجب أن نرد ونغير القواعد والمعادلة".
بالإضافة لتصريحه للإذاعة، كتب كاتس الذي شغل سابقاً منصب وزير الشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر، الجمعة يقول: "على الحكومة الإسرائيلية أن تُنتج فوراً معادلة واضحة: رأس السنوار ورفاقه في مواجهة العمليات الإرهابية في إسرائيل؛ لن يوقف موجة الإرهاب إلا تهديد حاد وذو مصداقية".
بدوره، قال اللواء (احتياط) يسرائيل زيف، القائد السابق لفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، ورئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة، لنفس الإذاعة: "يجب على إسرائيل أن تقضي على يحيى السنوار، الرجل يحاول أن يحرق بكل الطرق، ويتسبب بنزيف دولة إسرائيل".
غير أن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، النائب رام بن باراك، قال للإذاعة ذاتها: "لا توجد حلول سحرية للوضع الذي نحن فيه؛ نحن في وسط موجة، نحتاج إلى بناء السياج الفاصل (الخرساني المقام على أراضي الضفة الغربية) الذي تم إهماله لسنوات عديدة، وسنوات عديدة لم نعتنِ به؛ هناك الكثير لنفعله ونفعله".
تحقيقات بحق مقتل شيرين أبو عاقلة
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه النيابة الفلسطينية العامة، الجمعة 13 مايو/أيار 2022، في أولى نتائج تحقيقات أولية حول اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، أفادت فيها بأن الجيش الإسرائيلي كان مصدر إطلاق النار "الوحيد" لحظة إصابتها قبل استشهادها الأربعاء.
حيث نشرت النيابة، في بيان، نتائج تحقيقاتها الأولية في مقتل "أبو عاقلة" بمدينة جنين صباح الأربعاء 11 مايو/أيار2022، والتي أكدت فيها تعمُّد الجيش الإسرائيلي "ارتكاب جريمته".
كما أوضح البيان أن "إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة بيّنت وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها شيرين، ناتجة عن إطلاق النار بشكلٍ مباشر باتجاه موقع الجريمة".
أضاف أنَّ "تمركز أقرب قوة إسرائيلية كانت تبعد عن أبو عاقلة عند إصابتها نحو 150 متراً، وكانت ترتدي الزي الصحفي والخوذة الواقية" كما لفت إلى أن "إطلاق النار تجاه المكان استمر إلى ما بعد إصابتها، مما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من قبل زملائها والمواطنين".
كما أكدت النيابة العامة أن "نتائج التقرير الأولي للطب العدلي تشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ، الناجم عن الإصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية نافذ إلى داخل تجويف الجمجمة من خلال جرح المدخل".
في حين تابع البيان: "من ثم خرج المقذوف من داخل التجويف، من خلال جرح المخرج وارتطم بعد خروجه في الناحية الداخلية من الخوذة الواقية، وارتداده ليستقر داخل الأنسجة المتهتكة داخل الجمجمة".
كذلك فقد نوهت النيابة إلى أنه "تم استخراج المقذوف الناري من جثمان الشهيدة، وأمرت النيابة بإحالته إلى المختبر الجنائي؛ لإعداد تقرير فني مفصل بالشأن".
أكد البيان "استمرار الإجراءات التحقيقية"، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية ستعلن عبر مؤتمر صحفي، كافة النتائج النهائية لتحقيقاتها فور الانتهاء منها.
يذكر أنه في يوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية، شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، من جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.
حيث اتهمت كل من السلطة الفلسطينية وشبكة "الجزيرة"، إسرائيل بتعمُّد قتل "أبو عاقلة" بإطلاق النار عليها، بينما كانت تمارس عملها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تفيد بأنها "قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين".