قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت 14 مايو/أيار 2022 إن تركيا اقترحت القيام بعملية إجلاء عن طريق البحر للمقاتلين المصابين المحاصرين في مصنع للصلب بمدينة ماريوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا.
كالين وفي مقابلة مع رويترز قال إنه شخصياً ناقش الاقتراح مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف منذ أسبوعين وإن الاقتراح ما زال "على الطاولة" رغم أن موسكو لم توافق عليه.
إجلاء مقاتلي أوكرانيا من ماريوبول عبر البحر
المتحدث باسم الرئيس التركي أضاف أن الخطة تقضي بنقل من يتم إجلاؤهم من مصنع آزوفستال الضخم للصلب براً إلى ميناء بيرديانسك الواقع أيضاً على بحر آزوف مثل ماريوبول وأن تقلهم سفينة تركية عبر البحر الأسود إلى إسطنبول.
كذلك فقد قال كالين، وهو أيضاً كبير مستشاري الرئيس التركي للشؤون الخارجية، في المقابلة: "إذا كان من الممكن إتمام (الإجلاء) بهذه الطريقة يسعدنا أن ننفذه. نحن مستعدون. في الحقيقة. سفينتنا مستعدة للذهاب وإحضار الجنود المصابين والمدنيين الآخرين (الذين لم يتم إجلاؤهم بعد) إلى تركيا". ولم تعلق أوكرانيا وروسيا إلى الآن على إمكانية تنفيذ مثل هذه العملية.
هجوم أوكراني على قوات روسيا
تتزامن الخطوات والمقترحات التركية لحل الأزمة في أوكرانيا مع ما قاله حاكم أوكراني إقليمي السبت من أن القوات الأوكرانية شنت هجوماً مضاداً بالقرب من بلدة إيزيوم التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، مما قد يصبح انتكاسة خطيرة لخطط موسكو الرامية للسيطرة على منطقة دونباس بأكملها.
حيث ركزت القوات الروسية معظم قوتها النارية على دونباس في "المرحلة الثانية" من الغزو والتي أعلنتها في 19 أبريل/نيسان 2022 بعد أن فشلت في الوصول إلى العاصمة كييف من الشمال في الأسابيع الأولى من الحرب.
ابتعاد روسيا عن خاركيف
لكن أوكرانيا استعادت السيطرة على الأراضي الواقعة في الشمال الشرقي، مما دفع الروس للابتعاد عن خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية. وسيجعل استمرار الضغط على إيزيوم وخطوط الإمداد الروسية من الصعب على موسكو تطويق القوات الأوكرانية على الجبهة الشرقية في دونباس.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن محادثات معقدة جداً تجري حالياً لإيجاد سبيل لإجلاء عدد كبير من الجنود الجرحى من مصنع محاصر للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية مقابل إطلاق سراح أسرى حرب من الروس.
يذكر أن ماريوبول، التي شهدت أعنف قتال خلال الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، تخضع لسيطرة الروس الآن، لكن المئات من المدافعين الأوكرانيين عن المدينة لا يزالون صامدين في مصنع آزوفستال للصلب بالرغم من قصف روسي عنيف على مدى أسابيع.
في حين يقول محللون عسكريون غربيون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجنرالاته فشلوا في توقع مثل هذه المقاومة الأوكرانية الشرسة عندما شنوا الغزو في 24 فبراير/شباط.
معاناة روسية من عقوبات أمريكية
بالإضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الجنود والكثير من العتاد العسكري، تعاني روسيا أيضاً من العقوبات الاقتصادية. وتعهّدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بيان السبت "بمزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا" وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.
تعليقاً على التطورات الأخيرة في شرق أوكرانيا، قال الحاكم الإقليمي أوليه سينيجوبوف في تصريحات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: "تظل النقطة الأكثر اشتعالاً هي اتجاه إيزيوم". وأضاف: "تحولت قواتنا المسلحة إلى شن هجوم مضاد هناك. العدو يتراجع على بعض الجبهات".
يذكر أن الغزو، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين، قد أدى إلى زعزعة الأمن الأوروبي. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن مزاعم الفاشية ما هي إلا ذريعة لشن حرب عدوانية غير مبررة.
فيما دفعت الحرب فنلندا، والسويد أيضاً على الأرجح، للتخلي عن حيادهما العسكري الذي تمسكتا به طويلاً والسعي لعضوية حلف شمال الأطلسي.