اتهمت الجزائر، الخميس 12 مايو/أيار 2022، المغرب بـ"تحويل" موضوع المؤتمر الدولي لمحاربة الجماعة الإرهابية "داعش"، الذي انعقد بمدينة مراكش، إلى "حدث مخصص لقضية الصحراء"، حسبما جاء في بيان لوزراة الخارجية الجزائرية.
يأتي ذلك بعد أن احتضنت مدينة مراكش المغربية اجتماع التحالف الدولي بمشاركة 73 دولة، كما شارك أيضاً ممثلو عدة منظمات وكيانات دولية، أبرزها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمنظمة الدولية للشرطة القضائية "الإنتربول" وحلف الشمال الأطلسي "الناتو" ومجموعة دول الساحل والصحراء.
لماذا انتقدت الجزائر المغرب؟
جاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن "المؤتمر الدولي لمحاربة الجماعة الإرهابية (داعش)، الذي انعقد بمراكش، أثار ضجة بفعل بيانات من إنتاج البلد المضيف، الذي عمل على تحويل هذا التجمع إلى حدث مخصص لقضية الصحراء الغربية".
كما قال البيان إن "عملية المساومة التي صاحبت أشغال المؤتمر، والتي استهدفت عدداً من المشاركين الأجانب، قد حادت بهذه المبادرة الدولية عن هدفها المعلن وصيّرتها بوضوح إلى محاولة خبيثة لإحياء صيغة ميتة حتى عند تقديمها سنة 2007".
مضت الخارجية الجزائرية تقول: "إن عناد المغرب في الترويج لمبادرته الميتة على نطاق واسع، باللجوء إلى حيله المعهودة وسط تجمع دولي لمكافحة الإرهاب، قد أسفر عن تضليل عدد من المشاركين وسلط الضوء على تناقضات البعض منهم".
أضاف البيان أن الجانب المغربي يطمح إلى استغلال تلك التناقضات "في خضم مناوراته العبثية الرامية لتشويه قضية الصحراء الغربية، التي كانت- ولا تزال- مسألة تصفية استعمار تحت مسؤولية الأمم المتحدة".
حسب البيان الجزائري فإنّ "تشبث الدبلوماسية المغربية بشبح الحكم الذاتي الزائف ومحاولتها تشويه المعركة العالمية ضد الإرهاب وتوظيفها من أجل حسابات ضيقة وأنانية، لا يخدم بأي وجه كان، الأهداف المشروعة للمجتمع الدولي في هذا المجال".
ختم البيان قائلاً إن الجزائر "تدين المغالطات التي يحاول المغرب الترويج لها، كما تدعو الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى مضاعفة الجهود لإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية بكل شفافية ووفقاً لأحكام القانون الدولي".
دعم هولندا للمغرب في قضية الصحراء
البيان الجزائري جاء بعد أن وصفت هولندا، الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، خطة المغرب للحكم الذاتي في قضية الصحراء الغربية بأنها جادة وذات مصداقية، مقتربة من موقف الرباط بشأن المنطقة المتنازع عليها والتي تسعى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر لإقامة دولة مستقلة فيها.
في بيان مشترك مع المغرب، وبعد اجتماع لوزيري خارجية البلدين بالرباط، قالت هولندا أيضاً إنها تدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى "حل عادل ودائم ومقبول للطرفين".
وفق وكالة رويترز، انضمت هولندا إلى صفوف عدد متزايد من الدول الغربية والعربية والإفريقية في التعبير عن دعمها الاقتراح الذي قدمه المغرب في 2007 بخصوص الحكم الذاتي كمَخرج لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
إذ يسيطر المغرب، الذي يعتبر نفسه مالكاً للصحراء الغربية، على المنطقة منذ منتصف السبعينيات عندما انسحبت منها إسبانيا القوة الاستعمارية السابقة، ويقول إن أقصى ما يمكن أن يقدمه هو الحكم الذاتي تحت سيادته.
تجمَّد صراعه مع جبهة البوليساريو في 1991 بوقف لإطلاق النار بدعم من الأمم المتحدة والذي تضمن خطة لإجراء استفتاء لتحديد وضع الإقليم.
على الرغم من ذلك، لم يتم قطّ الاتفاق على قواعد للاستفتاء وتوقفت الأمم المتحدة عن الإشارة إليه كخيار، ودعت، بدلاً من ذلك، الأطراف إلى المرونة والعمل من أجل "حل مقبول للطرفين".
فيما يحشد المغرب الدعم لخطة الحكم الذاتي من الدول الغربية، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الإقليم في 2020.