أثار الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" العملاقة، إيلون ماسك، الجدل من جديد عبر تغريدة عبر موقع تويتر الذي استحوذ عليه بصفقة بلغت 44 مليار دولار، عن مستقبل وجود اليابان وزوالها من العالم.
ماسك قال في تغريدته، الأحد 8 مايو/أيار 2022: "إذا لم يتغير شيء ما ليتسبب في تجاوز معدل المواليد معدلَ الوفيات، فإن اليابان لن تكون في النهاية موجودة. سيكون ذلك خسارة كبيرة للعالم".
وأثار تصريح ماسك موجة من السخرية والغضب في آن واحد، على الرغم من أن القلق يدور بالفعل حول سياسة الحكومة اليابانية التي يرى كثيرون أنها لم تفعل شيئاً يُذكر لمعالجة هذه القضية، حسب موقع NBC.
وأرفق ماسك كلامه بتقرير مدعّم ببيانات حكومية تشير إلى أن عدد نفوس اليابانيين انخفض بمعدل قياسي بلغ 644 ألفاً العام الماضي 2021، على مدار 11 عاماً من الانخفاض بشكل متواصل.
بينما رأى بعض المعلقين على كلام ماسك أن اليابان ليست الدولة الوحيدة التي تشهد انخفاضاً في عدد السكان منذ وقت طويل، دعم آخرون رأي ماسك منتقدين الحكومات اليابانية المتعاقبة لفشلها في معالجة الأمر.
ورغم تحذيرات الحكومة اليابانية وبعض المحاولات المتفرقة في هذا الصدد، بقي معدل المواليد في انخفاض منذ عام 2008 حينما كان يبلغ عدد سكانها أكثر من 128 مليون نسمة، واليوم عند حدود 125 مليون في انخفاض مروّع.
مع هذا التراجع الملحوظ، تبقى اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم، حيث تستضيف الشركات العاليمة ذات الثقل الكبير، بدءاً من مصنّعي السيارات إلى مطوّري الألعاب.
قواعد صارمة للهجرة
من جانبه، علّق الباحث في مركز التقدم الأمريكي، توبياس هاريس، على تغريدة ماسك، بأن "المخاوف المحيطة بالمستقبل الديموغرافي لليابان، لا تتمثل في أن (اليابان ستتوقف في النهاية عن الوجود)، بل بالاضطرابات الاجتماعية العميقة التي تحدث نتيجة الانحدار إلى مستوى سكاني أقل".
على جانب آخر، أشار آخرون إلى أن معدلات المواليد البطيئة تصيب العديد من الدول وليس اليابان فقط، بما في ذلك ألمانيا، وأن اليابان كانت ببساطة تتعرض للضربة الأولى.
لكن العديد من المعلّقين اليابانيين قالوا إن الوضع لم يكن مفاجئاً، وانتقدوا حكومتهم لعدم بذلها ما يكفي لمعالجة الأمر، مثل توفير المزيد من مراكز الرعاية الصباحية وتسهيل عودة النساء إلى العمل بعد إنجاب الأطفال.
كما دعا بعض المعلقين الحكومة اليابانية إلى أن تخفف بشكل أكبر من قواعدها "الصارمة" للهجرة إلى اليابان.