نشرت مجلة "إيكونوميست" اليوم السبت 7 مايو/أيار 2022، تقريراً تناول مسلسل الاختيار3 في موسمه الثالث الذي عُرض في شهر رمضان المنقضي، والذي أكد أن الاختيار فشل كتدوين للتاريخ أو للدعاية السياسية، بل كان دراما باذخة حاولت حشد المصريين بذكريات كئيبة.
المجلة البريطانية الشهيرة أكدت أن قلة من المصريين تابعوا مسلسل الاختيار إلى النهاية، لانشغال المواطنين بقضايا أخرى على رأسها الأوضاع الاقتصادية، بجانب صعوبة تصديق رواية المسلسل؛ لأنها تتحدث عن حقبة تظل ضبابية حتى بالنسبة للذين عاشوها.
وبحسب المجلة، فإن المسلسل يأخذ المشاهدين إلى داخل كواليس أجهزة الأمن المصرية، فقائمة الشكر للمتعاونين في إنتاجه ضمت الجيش ووزارة الداخلية وظهرت قبل أسماء طاقم المسلسل.
وتابعت المجلة: "المسلسل يقوم بدمج تسجيلات حقيقية لمسؤولي الإخوان والتي سجلتها لهم الأجهزة الأمنية بالسر ولم تبث من قبل".
ووفقاً للمجلة، فإن اللقطات تقدم الإخوان المسلمين بصورة العاجز والعنيد، لكن المسلسل لا يقدم أي ضوء على الطريقة التي تآمرت فيها الدولة العميقة لرمي الديمقراطية في الزبالة، فالمسلسل هو تاريخ يكتبه المنتصر.
كما أضافت المجلة أن الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات الذي جاء بعده اهتم بهما مخرجون خلدوا حياتهما، ولكن ظهورهما حصل بعد فترة طويلة من وفاتهما.
وربما لن يجد حسني مبارك الذي أطيح به من يعالج حياته درامياً في السينما، لكن تحول عبد الفتاح السيسي للشاشة الصغيرة يأتي في ذروة سلطته، فقد دفع عام 2019 لتعديلات دستورية تضمن له الحكم حتى عام 2030.
وما قدم في رمضان هو مجرد دعاية باذخة قصد منها تعبئة المصريين في وقت يشعر فيه الكثير منهم بالخيبة من النظام والرئيس، لأنه بعد ستة أعوام من توقيع مصر صفقة مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بـ12 مليار دولار، عادت لطلب آخر وهي تشعر بما سيتركه ارتفاع أسعار الطعام والطاقة على الميزانية، وفقاً لما قاله تقرير المجلة.
وتابعت المجلة البريطانية: "زادت معدلات الفقر منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم وكذا المشاكل المزمنة مثل التعليم والرعاية الصحية الرديئة والفوضى الحضرية وعدم المساواة المستشرية والفساد وهي كلها مشاكل لم يتم حلها".
وأشارت المجلة إلى أن المؤيدين للسيسي رغم أنهم يرون أنه أنقذ مصر من "النفق المظلم" الذي قاد الإسلاميون البلد إليه، إلا أن البلد لم يخرج بعد إلى ضوء الشمس.
كما أوضحت: "لا يعرف عدد المشاهدين الذين شاهدوا المسلسل في القنوات التي عرضته، وربما تابعه المصريون من مختلف التوجهات السياسية بأعداد كبيرة وكنوع من الواجب الوطني أو الرغبة بالسخرية من البروباغندا، لكن قلة تابعت المسلسل حتى نهايته".
المجلة اختتمت تقريرها قائلة: "تم حث الصحافيين على كتابة مراجعات تبالغ في المديح، وربما أراد بعض المصريين التخلص من أحداث ذلك الصيف، فلديهم الآن مشاكل أكبر".