قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الجمعة 6 مايو/أيار 2022، إنَّ الجنرالات الروس "ينقلبون ضد بعضهم"، لتجنُّب غضب الرئيس فلاديمير بوتين من عدم سير العملية العسكرية في أوكرانيا وفق الخطة.
جاء ذلك خلال زيارة وزير الدفاع البريطاني إلى فنلندا، الجارة لأوكرانيا وروسيا، وتخشى مصيراً مشابهاً لكييف؛ حيث قال بن والاس: "إنَّ القادة العسكريين يلوم بعضهم بعضاً على "الكارثة"، ويخشون تطهيرهم إذا شهدت المعارك تراجعاً كبيراً"، حسبما قالت صحيفة The Times البريطانية الجمعة 6 مايو/أيار 2022.
كما قال الوزير البريطاني: "إنَّ القادة العسكريين في هيئة الأركان العامة كانوا كبش فداء لهجوم الرئيس بوتين الفاشل"، مضيفاً أنَّ "العاملين في النظام العسكري كانوا مرعوبين دائماً من أنهم على وشك التعرض لحملة تطهير".
وتوجَّه الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة الروسية، إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا قبل أسبوعين في خطوة استثنائية للغاية.
بحسب وسيلة إعلام روسية، أُصيب جيراسيموف (66 عاماً) بشظايا خلال القتال في بلدة إيزيوم بشرق أوكرانيا، وأُجلي من هناك.
مع ذلك، نفى مصدر دفاعي رفيع هذه المزاعم، قائلاً إنه يعتقد أنَّ أفراد الوفد المرافق له أصيبوا وليس جيراسيموف نفسه.
ويُعتقَد أنَّ تسعة من كبار المسؤولين العسكريين الروس لقوا مصرعهم في القتال حتى الآن، وقال مسؤولون غربيون إنهم أُرسِلوا إلى الخطوط الأمامية لاستعادة الزخم بين القوات المحبطة.
مستنقع للقوات الروسية
وقال الوزير والاس، الذي كان في فنلندا لمراقبة مناورة عسكرية مع القوات والدبابات البريطانية، إنَّ الجنرالات يقتربون أكثر فأكثر من خط الجبهة في محاولة "لحل هذا المستنقع الذي سقطوا فيه. وهم يفعلون ذلك بالصراخ والصياح على الناس، لكن هذه الطريقة لا تأتي بأفضل نتيجة".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان جيراسيموف قد أُرسِل إلى أوكرانيا ليكون "كبش فداء" لبوتين، قال الوزير: "إنهم جميعاً في موقف كبش الفداء. إذا كنت تتولى قيادة أي شيء بمفردك في النظام الروسي، فاحذر لأنَّ هذا لن يستمر لفترة طويلة".
كما أضاف: "هناك نقطة توتر في النظام. بقدر ما يحترمون رجل المخابرات السوفييتية السابق (بوتين) لكونه زعيماً قوياً، فإنَّ هيئة الأركان العامة الروسية ستصبح كبش فداء بسبب الفوضى التي أحدثها".
وتابع والاس: "ربما يكون (بوتين) من الحماقة أن يلوم جيراسيموف والجنرالات الآخرين على ما يُعتبَر في الغالب هجوماً سياسياً مدفوعاً بالعاطفة ويتحدى كل منطق. إنه قرار سياسي اتخذه، وليس قراراً عسكرياً، ويحتاج إلى تحمل تبعات هذا القرار".
وقال والاس إنَّ أياً من المقربين لبوتين لم يخبره بالتخلي عن خطط الاستيلاء على أوكرانيا، مضيفاً أنَّ الهجوم يمكن أن "يتحول بسرعة كبيرة من مستنقع إلى هزيمة" إذا انهار الروس كما فعلوا في شمال كييف.
مع اقتراب ذكرى "يوم النصر" لروسيا في 9 مايو/أيار، يرجح وزير الدفاع البريطاني أن يستغل بوتين الحدث لبدء استدعاء المزيد من القوات. وأعرب عن اعتقاده بأنَّ بوتين يمكن أن يتخلى عن وصف الهجوم بأنه "عملية خاصة" ويعلن الحرب رسمياً على أوكرانيا.