قالت الحكومة المغربية، الخميس 5 مايو/أيار 2022، إن مشروع أنبوب غاز من المقرر أن يربط بين المغرب ونيجيريا، وصل لمراحل متقدمة من إنجازه، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ قال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، في ندوة أعقبت جلسة وزارية، إن الأنبوب الذي من المتوقع أن يربط أيضاً دولاً إفريقية أخرى بأوروبا، "يسير في الاتجاه الصحيح الذي رسمه العاهل المغربي والرئيس النيجيري".
كما أضاف بايتاس: "الدراسات التي تم إنجازها إلى حد الآن هي الدراسات المتعلقة بالهندسة، وهناك دراسات جديدة مرتبطة بالأثر البيئي والاجتماعي في طور الإنجاز".
كان المغرب ونيجيريا قد وقَّعا اتفاقية بشأن المشروع في ديسمبر/كانون الأول 2016، ومن المتوقع أن يربط الخط البالغ طوله 5660 كيلومتراً، بعض البلدان الإفريقية الأخرى بأوروبا.
فيما كان وزير الدولة النيجيري للمواد البترولية، تيميبري سيلفا، قد قال يوم الإثنين 2 مايو/أيار، لصحفيين إن روسيا أبدت اهتمامها بالاستثمار في المشروع المغربي النيجيري. وأضاف أن المشروع سيكون جاهزاً قبل ترك الرئيس محمد بخاري منصبه في مايو/أيار 2023.
يُعد مشروع الغاز "نيجيريا-المغرب" أطول أنبوب يمر منه الغاز في العالم، فسيمتد على طول 5660 كيلومتراً، وسيخترق دول بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
حسب وزير الموارد البترولية النيجيري تيميبري سيلفا، إن خط الأنابيب الذي يسعى المغرب ونيجيريا لتشييده، سيكون توسيعاً لمنشأة تضخّ الغاز من جنوب نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا منذ عام 2010.
مسؤول في "المكتب الوطني للهيدروكربورات" (حكومي)، سبق أن صرح لـ"عربي بوست"، بأنَّ "دراسة جدوى مشروع الغاز (نيجيريا-المغرب) اختُتمت بالقرار المشترك بين البلدين، للانطلاق إلى مراحل الدراسات الهندسية التفصيلية".
أضاف المتحدث أنه "إلى حدود الآن قُيِّمت عشرة مسارات تمرّ عبر دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا غير الساحلية التي يُمكن أن يمر منها مشروع غاز نيجيريا المغرب".
فيما كشف المتحدث، في تصريح سابق لـ"عربي بوست"، أنه "تم اعتماد أربعة معايير لاختيار هذه المسارات، وهي: العامل الأمني، ومناطق أخذ الغاز والإمداد، والتكاليف، إضافة إلى التأثيرات المجتمعية والبيئية، الأمر الذي مكّن من تجميد المسار البحري كطريق أمثل".
بعد أن اختارت الجزائر أن تُنهي عقد مشروع أنبوب الغاز "ميدغاز" الذي ينقل الغاز من صحراء الجزائر إلى أوروبا، ضاع على المغرب مصدر كان يمده بالغاز مقابل الأنبوب الذي كان يمر من أراضيه.
ورغم أن المغرب يقول إنه لم يتأثر بتوقف تدفق الغاز الجزائري على أراضيه، فإن الحقيقة تقول عكس ذلك، فالرباط تسعى لأن تبحث عن بديل لغاز جارتها، فأعادت إحياء مشروع الغاز "نيجيريا-المغرب" الذي ترى فيه حلاً لها.
لكن الجزائر ترى أن مشروع الغاز هذا كان في الأصل جزائرياً، والخطوة المغربية جاءت لإجهاض خط أنبوب الغاز العابر للصحراء بين الجزائر ونيجيريا، في الوقت الذي ينفي فيه المغرب وجود أي منافسة على المشروع مع جارته الشرقية.