بعد قرابة ست سنوات من اتهام إسرائيل لمحمد الحلبي بتحويل عشرات الملايين من الدولارات من مؤسسة خيرية دولية لحركة حماس في غزة، لم تثبِت أيُّ محكمةٍ إسرائيلية إدانته، في حين لا يزال مُحتَجَزاً إلى اليوم بالسجون الإسرائيلية، بحسب وكالة Associated Press الأمريكية، الأربعاء 4 مايو/أيار 2022.
اعتقلت إسرائيل الحلبي، منتصف يونيو/حزيران 2016، في أثناء سفره عبر معبر بيت حانون الواصل بين غزة والأراضي المحتلة، واتهمته بنقل أموال لحركة "حماس".
وعملت مؤسسة وورلد فيجن الخيرية المسيحية الكبرى مع الحكومة الأسترالية ومدققين مستقلين؛ للعثور على أيِّ دليلٍ على ارتكاب الحلبي أي مخالفات، لكنهم لم يعثروا على شيء، لكن تل أبيب تصر على اتهامه.
يقول محامي الحلبي إنه رفض عدة مساومات قضائية كانت ستسمح بإطلاق سراحه منذ سنوات، وانتهت المرافعات الختامية في سبتمبر/أيلول 2021، فيما طلب الادعاء جلسة أخرى الإثنين 2 مايو/أيار، لتمديد اعتقاله.
فيما قال ليئور حياة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن تل أبيب تتمسك بالمزاعم ضد الحلبي، وهي "راسخةٌ وتعتمد على أدلة ملموسة".
تحقيقات دقيقة
بعد اعتقال الحلبي، علقت منظمة وورلد فيجن أنشطتها في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي المصري المفروض منذ نحو 15 عاماً.
وقالت منظمة وورلد فيجن إن ميزانيتها الكاملة لغزة على مدى السنوات العشر الماضية بلغت 22.5 مليون دولار، مما يجعل التحويل المزعوم لـ50 مليون دولار "صعب التصديق".
من جانبه، أكَّد بريت إنجرمان، المحامي الذي ترأس التحقيق، أن فريقاً من نحو عشرة محامين، من بينهم العديد من مساعدي المحامين الأمريكيين السابقين، راجع ما يقرب من 300 ألف رسالة بريد إلكتروني وأجرى أكثر من 180 مقابلة. وقال إن شركة محاسبة جنائية فحصت كلَّ المعاملات المالية تقريباً في منظمة وورلد فيجن من عام 2010 حتى 2016.
في يوليو/تموز 2017، قدم فريق التحقيق تقريراً من 400 صفحة عن النتائج التي توصلوا إليها إلى منظمة وورلد فيجن، والتي شاركت التقرير مع الحكومات المانحة. وقالت منظمة وورلد فيجن إنها عرضت التقرير على إسرائيل، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت التوقيع على اتفاقية عدم الكشف.
ولم يجد التقرير أي دليل على انتماء الحلبي إلى حركة حماس أو تحويل أي أموال. في الواقع، قال إنجرمان إنه كشف عكس ذلك.
كما أجرت الحكومة الأسترالية مراجعتها الخاصة، قائلة إنها لم تجد أي دليل على تحويل تمويلها لمنظمة وورلد فيجن في الأراضي الفلسطينية إلى حركة حماس.
كانت أستراليا أكبر مانح منفرد للعمل الإنساني لـ"وورد فيجن" في غزة، حيث قدَّمَت نحو 4.4 مليون دولار في السنوات المالية الثلاث السابقة، وفقاً لوزارة الشؤون الخارجية والتجارة.
وقالت منظمة وورلد فيجن، التي تعمل في ما يقرب من 100 دولة وتوزِّع سنوياً نحو 2.5 مليار دولار من المساعدات، إنها تدعم الحلبي بالكامل.
حيث قالت المتحدثة باسم المنظمة شارون مارشال: "نحن ننتظر هنا تبرئته، لأن هذه هي النتيجة المنطقية الوحيدة. لقد حان الوقت ليعود إلى موطنه مع عائلته".
كان الحلبي قد عُيّن مديراً لعملياتها بغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2014، قبل أقل من عامين من اعتقاله.