طالب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الأربعاء 5 مايو/أيار 2022، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالاعتذار عن تصريحات تخص يهودية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعلاقة ذلك بالنازية.
هرتسوغ قال في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في إشارة إلى تصريحات لافروف: "الحقيقة أنني قرأتها عدة مرات، في البداية، لم أصدّق أن وزير الخارجية الروسي قالها".
أضاف هرتسوغ: "لقد أغضبتني وأشعر بالاشمئزاز (..) بين كل الأسابيع اختار وزير الخارجية الروسي لافروف، الأسبوع الذي نستذكر فيه الهولوكوست لنشر الأكاذيب الرهيبة التي تفوح منها رائحة معاداة السامية، أتوقع منه أن يتراجع عن كلامه وأن يعتذر".
كذلك أشار إلى أنه "لا يعتقد أن تصريحات لافروف ستضر بالعلاقات الثنائية، إلا أنها تهدد بإلقاء غمامة عليها"، وقال في إشارة إلى لافروف: "من الضروري والملائم أن يصحح هذه التصريحات".
كانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت الإثنين 2 مايو/أيار 2022، إن لافروف قال في حديث لمحطة تلفزة إيطالية، إن "حقيقة كون رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، يهودياً لا تعني غياب العناصر النازية في بلاده، وأعتقد أن لأدولف هتلر دماً يهودياً أيضا".
رداً على ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن "تصريحات لافروف بيان فاضح لا يُغتفر وخطأ تاريخي فظيع".
لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان، الثلاثاء 3 مايو/أيار 2022: "التاريخ، للأسف، شهد أمثلة مأساوية للتعاون بين اليهود والنازيين، ففي بولندا ودول أخرى بأوروبا الشرقية، عيّن الألمان الصناعيين اليهودَ رؤساء للأحياء اليهودية (ghetto) والمجالس اليهودية، وبعضهم يُذكر بأعمالهم الوحشية للغاية".
أيضاً أشار البيان إلى أن الأصل اليهودي للرئيس الأوكراني ليس ضمانة للحماية من تفشي النازية الجديدة في أوكرانيا.
بدورها، اعتبرت النائبة السابقة بالكنيست الإسرائيلي كاسينيا سفيتلوفا في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن "هجوم روسيا المُعادي للسامية على إسرائيل صادم ومتعمَّد".
أضافت سفيتلوفا في هذا الصدد: "لم تكن تصريحات وزير الخارجية الروسي لافروف بخصوص الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واليهود وهتلر زلة لسان. كان ذلك ضمن حملة مدروسة ومتصاعدة تستهدف إسرائيل".
أشارت النائبة أيضاً إلى أنه "بينما كانت إسرائيل تأمل أن تستمر بطريقة ما، في إرضاء كل من روسيا وأوكرانيا، يبدو أن موسكو لا تتوقع شيئاً أقل من الطاعة الكاملة، وحتى في ذلك الوقت، سيستمر الكرملين في استخدام البطاقة اليهودية بأي طريقة تناسب احتياجاتها".
كانت إسرائيل قد توسطت بين روسيا وأوكرانيا في بداية الأزمة دون تحقيق نتائج.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".