حينما علمت نادين خوري بخبر وفاة ابنها "ريان" في مسلسل "كسر عضم" أبكت الكثيرين بدورها الذي أدته بتأثّر شديد؛ صرخت وانهارت وكلَّمته من القلب بحرقة وصلت للمشاهدين بدرجة كبيرة.
ولم يكن أداء فايز قزق أقل احترافية؛ فهو حكم الجبار الذي لا يرف له جفن، كادت تسقط الدمعة من عينه حينما علم بوفاة ابنه رغم غضبه السابق منه.
الأداء المميز الذي قدمه كل من نادين وقزق لم يأت من فراغ، ورغم امتلاكهما كل الإمكانيات الفنية العالية؛ لكنهما كانا أمام عدسة رشا شربتجي التي حملنا لها مجموعة أسئلة لنعرف سر "كسر عضم"، والضجة التي أحدثها المسلسل.
وعن صعوبة مشهد وفاة ريان؛ تقول شربتجي: "في مثل هذه المشاهد أحاول الاسترخاء، وأن أضع الفنان في جو نفسي هادئ جداً؛ كيلا يتوتر أو يشعر بأي عجلة، ولا نأخذ في البداية زوايا وقطعات واسعة، بل نبدأ من اللقطات القريبة، وخاصة مع الفنانين المحترفين، وبعدما أقدّم الملاحظات أتحول لمشاهد بسيط بعيد عن الإخراج، فإذا اقشعر جسدي وشعرت باللحظة واقتنعت بها اعتمدتها، وإن لم أشعر بها أكرر.
وتابعت شربتجي، بأنها ركزت على اللقطات الضيقة التي تظهر العيون والصوت، ثم أخذت لقطات واسعة، وحينما كانت تشعر بأن الإحساس هرب في بعض الأحيان كانت تكلمهم وتحرضهم وتحدثهم عن إحساسهم وحزنهم عن ريان أكثر، وتضيف بأنها كانت أمام كتلتين من الإحساس.
تضيف رشا: "الفنان فايز قزق مبهر جداً؛ فهو قادر على سرقة اللحظة مهما كانت مختلفة، كما أن الفنانة نادين خوري كتلة مشاعر، وقد أبكتني وهي تبكي في مشهد مقتل ريان".
وعن سخرية الناس على مواقع التواصل الاجتماعي من أن كل الشخصيات ستموت ولن يبقى إلا المخرجة والكاتب، قالت: إن هذه التعليقات جميلة، ووعدت بأن الشخصيات أغلبها مستمرة، ولكن بعضها حتَّمت الدراما موتهم.
قلم رصاص ودكر البط
يُحسب للعمل أنه قدم شخصيات شابة جديدة تركت أثراً في العمل، والأكثر من ذلك ارتبط كثير منهم بـ"ثيمة" أو جملة مثل "دكر البط"، و"قلم رصاص"، وعبارة "ولا أهضم" لنادين تحسين بيك.
وتوضح شربتجي: "المواهب الجديدة هي إنعاش وانتعاش للدراما، ودم وشغف جديدان، ونحن بحاجة لهذا العمر، فإلى متى سيبىقى الممثل ابن الأربعين يأخذ دور ابن العشرين؟! وإن لم يكن يبدو عليه العمر، لكن المشاهد عنده ذاكرة انفعالية لا تقنعه بوضع الفنان بهذا العمر".
وتابعت بأن "وجود هذه الشخصيات مطلوب بالدراما والمسرح والسينما، ونحن بحاجتهم لكتابة النصوص وتركيبة الشخصيات والحديث عن الأجيال الموجودة في المجتمعات".
سر نجاح كسر عضم.. لهذا قتلت ريان
وعن سر نجاح كسر عضم قالت: "لا يوجد أجمل من طعم النجاح، ونجاح العمل لا أقرره أنا وإنما الجمهور والاستفتاءات، ولكن أعتقد أن سبب الشهرة قربه من الناس، وأن الشخصيات حقيقية جداً، وكان الصراع بين الخير والشر قوياً".
وعن النقد الذي سمعته لعدم وجود شخصيات إيجابية في المجتمع، أوضحت بأن الشخصيات الإيجابية موجودة بكثرة رغم نقد الناس، حتى إن الإيجابية ضعف السلبية، ولكن في الدراما الشخصية السلبية هي التي تحرك الأحداث، ولكن لو كنا في المدينة الفاضلة لن تكون هناك أحداث أو صراع ودراما.
وأضافت بأن وجود الممثلين المحترفين والنص القوي هو الذي ضمن نجاح العمل وحقق الشهرة له، وهو الذي منحها الجرأة لتقتل بطلها سامر إسماعيل في الحلقة العاشرة؛ ففي موته كان كسر عضم للحكم في ابنه، وفي صلبه، وهو من أكبر العبر التي يمكن تقديمها في العمل.
تشير: "وكنت واثقة أن العمل سيبقى يشد الناس ويتابعونه؛ لأن به أكشن وتطوراً في الصراع، كما يحتوي على شيء اجتماعي ومقبول من الشباب ومن شمس وبقية الشخصيات".
رهان شامي
اشتهرت شربتجي بأعمالها الجريئة، لكنها تقول: إنها راهنت هذه المرة على عمل شامي اجتماعي يسلط الضوء على العلاقات الإنسانية وما بها من تشبيكات وأوجاع وقصص حب وخيانة؛ تقول: "كانت هناك مجموعة من المبادئ والقيم في العائلة والأسرة رغبت في تسليط الضوء عليها بطريقة مختلفة؛ لذلك ابتعدنا عن الكلاشيهات، حتى النص الذي كتبه الكاتب المبدع أسامة كوكش قُدِّم بشكل مختلف يكسر الصورة النمطية التي اعتدنا عليها في مناقشة مثل هذه القضايا"، وأعتقد أنني كسبت الرهان.