قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد 1 مايو/ أيار 2022: إن رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف نجا من محاولة اغتيال في زيارة نفذها لمواقع متقدمة من خط المواجهة شرقيّ أوكرانيا، فيما قتل نحو 200 جندي روسي بينهم جنرال واحد على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤوليين أمنيين أمريكيين: إن رئيس الأركان العامة للجيش الروسي، زار "مواقع خطيرة"، على خط المواجهة في شرقيّ أوكرانيا، السبت 30 أبريل/نيسان 2022، في محاولة "لتغيير مسار" الهجوم الروسي.
فيما قال مسؤول أوكراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية العملية العسكرية: إن كييف علمت بوجود الجنرال غيراسيموف قبيل هجوم أوكراني على أحد المواقع التي زارها.
أضاف المسؤول الأوكراني أنه "عندما شنت القوات الأوكرانية هجوماً على أحد المواقع التي زارها غيراسيموف، مساء السبت، كان رئيس الأركان قد غادر بالفعل إلى روسيا"، مشيراً إلى أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن "نحو 200 جندي، بينهم جنرال واحد على الأقل، قتلوا"؛ نتيجة الهجوم.
وفيما أكد مسؤولان أمريكيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما بسبب سرية المعلومات الاستخباراتية، أن غيراسيموف كان في شرق أوكرانيا خلال اليومين الماضيين، إلا أنه لم يكن لديهما معلومات عن الهجوم على القاعدة الروسية.
من جانبها، لم تعلق روسيا على الخبر، ومن الصعب التحقق من دقة المعلومات لعدم توفر مصادر مستقلة.
مشاكل وفوضى في صفوف روسيا
وقال أحد المسؤولين: "نتائج تحليلاتنا أن غيراسيموف كان هناك؛ لأن هناك تقديراً بأن الروس لم يحلوا جميع مشكلاتهم بعد".
تقول الصحيفة: إن وجود مثل هذا المسؤول العسكري الروسي رفيع المستوى على الخطوط الأمامية، هو "أمر غير معتاد"، ويأتي وسط ما يصفه محللون عسكريون غربيون بأنه "فوضى متزايدة" تواجهها القوات الروسية.
وحتى مع تقليص الأهداف العسكرية بشكل كبير، يقول مسؤولون ومحللون غربيون: إن الجيش الروسي لا يزال يعاني من مشكلات لوجستية وضعف في التنسيق بين قواته، بينما يواجه مقاومة شرسة من الأوكرانيين.
وأصبحت إيزيوم، المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، قاعدة عمليات للجيش الروسي، في الوقت الذي يشن فيه هجوماً يهدف إلى انتزاع مدينتي دونيتسك ولوغانسك المتاخمتين لروسيا، واللتين تقعان في إقليم دونباس.
ويعد غيراسيموف أحد المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو واحد من ثلاثة أشخاص فقط، إلى جانب الرئيس ووزير الدفاع، الذين كانوا مسؤولين بشكل أساسي عن التخطيط لمسار الحرب منذ بدايتها، وفقاً للصحيفة.
وفي الشرق، تسعى موسكو جاهدة لبسط سيطرتها الكاملة على منطقة دونباس، حيث يسيطر انفصاليون مدعومون من روسيا بالفعل على أجزاء من مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك من قبل الغزو.