أفادت دراسة جديدة صدرت، يوم الخميس 28 أبريل/نيسان 2022، عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية بأنَّ عمالقة الشبكات الاجتماعية، فيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك، "تفشل" في اتخاذ إجراءات بحق معظم المنشورات المعادية للمسلمين.
فوفقاً لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، وهي منظمة دولية غير ربحية لها مكاتب في العاصمة واشنطن ولندن، لم ترد الشبكات الاجتماعية الخمس مجتمعة على نحو 89% من المنشورات المعادية للمسلمين التي أُبلِغ عنها بين 15 فبراير/شباط 2022 و9 مارس/آذار 2022 وفق التقرير الذي نشرته مجلة NewsWeek الأمريكية يوم الجمعة 29 أبريل/نيسان 2022.
فشل مواجهة منشورات مناهضة للمسلمين
يأتي تقرير "الفشل في الحماية" الصادر عن المركز وسط نقاشات مستمرة حول ما إذا كان ينبغي تنظيم منصات الشبكات الاجتماعية وكيفية فعل ذلك. وحتى هذه اللحظة، تفرض المنصات تنظيماً ذاتياً إلى حد كبير، لكن تتزايد دعوات المشرِّعين الأمريكيين بإجراء تغييرات، ومرر الاتحاد الأوروبي مؤخراً تشريعاً يتطلب من الشبكات الاجتماعية محاربة انتشار المعلومات المضللة.
في حين يبدأ التقرير بالإشارة إلى الدعم الذي أعربت عنه ميتا (فيسبوك آنذاك) وتويتر وجوجل لنداء كرايستشيرش للعمل من أجل مكافحة المحتوى الإرهابي، في أعقاب إطلاق النار الجماعي في عام 2019 على مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا.
وعود فارغة
في هذا الصدد، قال مركز مكافحة الكراهية الرقمية: "مرة أخرى، أثبتت بياناتهم الصحفية أنها ليست أكثر من وعود فارغة".
كذلك وفي الدراسة التي صدرت، يوم الخميس 28 أبريل/نيسان 2022، قال مركز مكافحة الكراهية الرقمية إنه حدد 530 منشوراً إجمالاً عبر المنصات الخمس التي "تحتوي على محتوى مزعج ومتعصب وغير إنساني يستهدف المسلمين من خلال الرسوم الكاريكاتورية العنصرية والمؤامرات والادعاءات الكاذبة". وأضاف أنَّ المنشورات "شوهدت 25 مليون مرة على الأقل".
فيما قال المركز إنه أبلغ عن جميع المنشورات للشبكات الاجتماعية باستخدام "أدوات الإبلاغ الخاصة بكل شركة". وأشار المركز إلى أنَّ "العديد" من المنشورات "يمكن التعرف بسهولة" على أنها "محتوى مسيء"، ومع ذلك "كان هناك تقاعس" من الشركات.
بعد تحديد المنشورات، قال مركز مكافحة الكراهية الرقمية إنَّ مدققيه عادوا و"فحصوا كل منشور وسجلوا أي إجراء اتخذته" الشركات ومن بين 125 منشوراً أبلغ المركز فيسبوك عنها، أزيلت سبعة- أي نحو 5.6%. وقال المركز إنَّ 3 من 105 منشورات أرسلها إلى تويتر أُزيلَت، أو نحو 2.9%.
واتخذ إنستغرام وتيك توك المزيد من الإجراءات ضد المحتوى والملفات الشخصية ذات الصلة. من بين 227 منشوراً مُبلّغاً عنها إلى إنستغرام، أُزيل 12 منشوراً وعُطِّل 20 حساباً؛ مما أدى إلى معدل استجابة نسبته 14.1%. وأُزيل 12 من 50 منشوراً أُبلِغ عنها إلى تيك توك وعُطِّلَت 6 حسابات؛ مما ترك تيك توك بمعدل استجابة يبلغ 36%.
عدم الاستجابة للبلاغات
في غضون ذلك، قال مركز مكافحة الكراهية الرقمية إنَّ يوتيوب لم يتخذ أي إجراء بشأن أي من المنشورات الـ23 التي أبلغ الشركة عنها. لكن موقع يوتيوب عارض نتائج التقرير، قائلاً في بيان إنه اتخذ إجراءات بشأن بعض المحتوى المُبلّغ عنه.
من جانبه قال عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، لمجلة Newsweek: "لم يستجيبوا بسرعة. النقطة البارزة هنا أنه من الجيد أنهم أقروا بأنَّ مقاطع الفيديو هذه تنتهك معاييرهم، واتخذوا إجراءات. لكن هذا يثير السؤال: لماذا لم يفعلوا ذلك في وقت أبكر".
كذلك ووفقاً لما نشره مركز مكافحة الكراهية الرقمية على موقعه على الإنترنت حول دراسة هذا الأسبوع، فإنَّ النتائج الجماعية "تعكس نفس نتائج تقارير (الفشل في الحماية) السابقة".
في حين ينتهي تقرير عام 2022 بالعديد من "الدعوات إلى العمل"، التي تشمل توظيف الشبكات الاجتماعية لمديري المحتوى وتوفير التدريب لهم، وتبني إجراءات محددة موصى بها لإزالة الصفحات والهاشتاغات (وسم أو رمز) المعادية للمسلمين، وسلسلة من الاستراتيجيات التشريعية المقترحة.