أكدت ردود الفعل الواسعة عقب انتشار خبر وفاة مينو رايولا، وكيل اللاعبين الإيطالي الشهير؛ مدى الأهمية التي يحظى بها الرجل في عالم كرة القدم، وهو الذي يتحكم في مصير العديد من أشهر اللاعبين الذين تتهافت عليهم أكبر الأندية.
يُنظر إلى مينو رايولا، على أنه واحد من أشهر وكلاء لاعبي كرة القدم في العالم وأكثرهم تأثيراً، لما يملكه من علاقات شخصية مع رؤساء كبار الأندية في العالم، بالإضافة إلى نوعية اللاعبين الذين يتولى إدارة شؤونهم التعاقدية والمالية.
يوم الخميس 28 أبريل/نيسان 2022 ضجّت مواقع الأخبار الرياضية الأوروبية ووسائل التواصل الاجتماعي، بشائعة وفاة مينو رايولا، وهو الأمر الذي نفاه الرجل بنفسه.
نشر رايولا تغريدة قصيرة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، كتب فيها: "وضعي الصحي الحالي لمن يتساءلون، هو أنني غاضب. يقتلونني للمرة الثانية في 4 أشهر، يبدو أنني قادر على العودة من الموت".
اقرأ أيضاً
من هو مينو رايولا؟
يُعتبر رايولا شخصية منبوذة للكثير من الأندية بسبب طريقته في التفاوض، بالإضافة إلى أنه يشتهر بكونه أكثر الوكلاء حصولاً على العمولات، من وراء الصفقات التي يبرمها.
وفي مثال على ما يكسبه الرجل، كشف موقع "فوتبول ليكس"، الذي يُعتبر من أقوى المصادر الإعلامية في العالم كشفاً للتسريبات في تاريخ الرياضة، أن مينو رايولا حصل مقابل انتقال الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في صيف 2016 على مبلغ 49 مليون يورو.
هاجرت عائلة رايولا، المولود يوم 4 نوفمبر/كانون الثاني 1967 في إقليم ساليرنو في جنوب إيطاليا، من البلاد لتتجه عائلته إلى مدينة هارلم الهولندية.
هناك بدأ رايولا حياته المهنية، نادلاً في مطعم "نابولي" الذي قام أبوه وعمه بافتتاحه في مدينة هارلم، وهو من أوائل المطاعم الإيطالية في هولندا، التي عملت على طبخ البيتزا والمعكرونة.
ذاع صيت المطعم في مدينتي هارلم وأمستردام، حتى بات وجهة مضمونة لبعض لاعبي أياكس أمستردام، الذين كانوا يقطعون عشرات الكيلو مترات، من أجل تناول وجبة العشاء فيه.
استثمر والد رايولا وعمه حب الهولنديين للطعام الإيطالي، وقررا افتتاح المزيد من المطاعم، وكل ذلك على مرأى ومسمع من الشاب رايولا.
عن عمله في تلك المطاعم، صرح رايولا في وقت سابق: "كنت أكبر الأبناء لوالدي وأتقنت الحديث باللغة الهولندية، لذا أصبحت مستشار والدي والمسؤول عن المشتريات، ومدير التفاوض، لقد تعلمت في المطعم".
وأضاف: "لقد عملت في كل شيء تقريباً، بداية من غسل الأطباق، حتى البيتزا المخبوزة".
مع مرور الوقت بات مطعم "نابولي" مكاناً تجتمع فيه إدارة هارلم، وبعدها أصبح المطعم راعياً لقميص النادي، عقب تواصل رايولا شخصياً مع كبار الموظفين في الفريق الهولندي، الذي أصبح عضواً في مجلس إدارة النادي في عام 1989.
أشاد به أندريه فان إيردين، عضو مجلس إدارة هارلم، وقال عنه: "كان شخصاً يرحب بك عند الباب، ثم يصطحبك إلى الطاولة، لقد كان ودوداً ويحب تبادل الحديث مع الجميع".
اقرأ أيضاً
كرة القدم أفضل من دراسة القانون
وصل رايولا إلى نتيجة مفادها أن دراسة القانون أقل إثارة من العمل في كرة القدم، ليُنشئ "نادي الأعمال" الذي كان بمثابة تجمع للرعاة المحليين من أجل تحقيق الاستقرار المالي لنادي هارلم.
بعدها عمل رايولا مديراً رياضياً لهارلم، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية الهولندي، وأشرف شخصياً على المفاوضات مع اللاعبين، كان أيضاً حلقة الوصل بين اللاعبين والمدرب.
وأثارت صفقة انتقال آرثر نومان من هارلم إلى تفينتي أنشيده عام 1991، مقابل 341 ألف يورو، (أغلى عملية بيع في تاريخ النادي) انتباه رايولا إلى مهنة وكيل الأعمال.
وعن ذلك قال روب يانسن، وكيل نومان في ذلك الوقت: "أثناء المفاوضات، لاحظ رايولا أنه يمكن كسب الكثير من المال بالعمل كوكيل أعمال، كانت هذه هي النقطة الأساسية في مسيرته المهنية".
رايولا يتحدث 7 لغات
يجيد رايولا التحدث بسبع لغات، هي الهولندية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية بطبيعة الحال.
عمل رايولا مترجماً للاعب بريان روي، الذي انتقل إلى فوجيا من أياكس، حيث كان يشرح له تعليمات المدرب وطريقة اللعب.
وفرض رايولا نفسه على مجال وكلاء اللاعبين لأول مرة في عام 1996، وذلك في صفقة انتقال التشيكي بافل نيدفيد، من سباراتا براغ التشيكي إلى لاتسيو مقابل 5 ملايين يورو.
ومن بين كبار موكليه الحاليين، على سبيل الذكر لا الحصر، السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم ميلان، والإيطالي جيانولويغي دوناروما، حارس مرمى باريس سان جيرمان، والهولندي ماتياس دي ليخت، مدافع يوفنتوس، والفرنسي بول بوغبا، متوسط ميدان مانشستر يونايتد، والبلجيكي روميلو لوكاكو، مهاجم تشيلسي.
وحسب تصنيف مجلة Forbes، المعنية بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم، فإن رايولا يُعتبر من أفضل خمس وكلاء رياضيين في عام 2020، وقُدّرت صافي ثروته حينها بـ84.7 مليون دولار.