كشفت تقارير وبيانات جمعتها وكالة Bloomberg الأمريكية 28 أبريل/نيسان 2022، أن إمدادات وقود النقل من الخليج العربي إلى أوروبا قد ارتفعت بنسبة 130%، مع توجه دول الاتحاد لتعويض نقص الإمدادات الحالية من روسيا بسبب الحرب والعقوبات.
بحسب البيانات التي جمعتها الوكالة، فإنه من المقرر أن تبلغ إمدادات وقود النقل من الخليج العربي إلى أوروبا نحو 379 ألف برميل يومياً، مشيرة إلى أن هذا أعلى رقم تبلغه إمدادات الخليج لأوروبا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهو يتجاوز الكمية المرجوة لتعويض النقص البالغ 166 ألف برميل يومياً في الواردات الأوروبية من روسيا.
يأتي التحول إلى الواردات الخليجية في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لعزل موسكو، بسبب حربها على أوكرانيا. ومع أن صادرات الطاقة الروسية إلى الكتلة الأوروبية لم تتأثر بعد بالعقوبات، إلا أن المخاوف تزايدت بين تجار النفط وشركات الشحن والتأمين من التعامل مع الواردات الروسية.
وتذهب حسابات Bloomberg إلى أن عائدات دول الشرق الأوسط من تصدير النفط على مدار هذا الشهر قد تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، بناءً على الأسعار الحالية.
ارتفاع في الأسعار
ارتفعت أسعار النفط المستخدم لتشغيل الشاحنات والمركبات الثقيلة والسفن في أوروبا بنحو 70% هذا العام، ويتجاوز ذلك الزيادة التي حدثت في أسعار النفط الخام، الذي فاقت أسعاره 100 دولار للبرميل في أعقاب هجوم روسيا.
كما ارتفع ما يُعرف بـ"مؤشر التكسير إلى النفط" crack spread for diesel، وهو مقياس لأرباح تكرير النفط الخام إلى مشتقاته، من 11 دولاراً للبرميل في بداية عام 2022 إلى أكثر من 40 دولاراً.
لطالما عُرفت السعودية والإمارات باسم المنتجَين المرجِّحين؛ لقدرتهما على زيادة إنتاج النفط الخام وضبط أسعاره، وقد عملا على مدى العقود الماضية، على تعزيز قدرات التكرير وبناء الأذرع التجارية اللازمة لتصدير النفط، وهو ما هيَّأهما الآن للاضطلاع بدور مشابه في أسواق الوقود المكرر.
كانت مخزونات النفط تراجعت في جميع أنحاء العالم تراجعاً شديداً العام الماضي، بعد تعافي الطلب في أعقاب جائحة كورونا، ثم تزايد التراجع منذ بدء الحرب على أوكرانيا.
يقول مات ستانلي، سمسار تداول النفط بشركة Star Fuels والمقيم في دبي، إن المشكلة قد تتفاقم صعوبتها في الأشهر المقبلة مع انتهاء أمد مزيد من عقود التوريد الروسية طويلة الأجل ورفض التجار تمديدها.