زيادة الحجاج وتخفيف القيود على الشيعة بالمملكة.. أبرز نتائج جولة المفاوضات السعودية الإيرانية

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/25 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/25 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تعبيرية/ Istock

بعد توقف دام سبعة أشهر، عاد السعوديون والإيرانيون للجلوس على طاولة المفاوضات مجدداً بعد عقد الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية في العاصمة العراقية بغداد. 

"عربي بوست" استطاع الوصول إلى بعض تفاصيل ما دار في هذه الجولة وما اتفق عليه الطرفان.  

إعادة فتح القنصليات وإرسال وفود دبلوماسية

فى يوم 21 أبريل/نيسان 2022، استقبل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الوفدين الإيراني والسعودي في مطار بغداد الدولي.

وبحسب دبلوماسي عراقي، كان من ضمن الحاضرين للاجتماع، تحدث لـ"عربي بوست"، فقد ترأس خالد الحميدان، رئيس جهاز المخابرات السعودية، الوفد السعودي، ضمن مسؤولين أمنيين آخرين، تم اختيارهم بواسطة ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

كما ترأس الوفد الإيراني، سعيد إيرواني، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وبحسب مصدر أمني إيراني، تم اختيار إيرواني مباشرة بواسطة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.

وصف الدبلوماسي العراقي فى حديثه لـ"عربي بوست"، الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية المنعقدة فى 21 أبريل/نيسان، بالإيجابية، فيقول "محادثات الوفدين السعودي والإيراني كانت إيجابية للغاية في الجولة الخامسة، وكانت هناك رغبة قوية في استكمال ما تم التواصل والتوافق عليه في الجلسة السابقة، خاصة فيما يخص إعادة فتح القنصليات والسفارات فى البلدين".

كما أكد مسؤول أمني إيراني مطلع على سير الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية، لـ"عربي بوست"، أنه "تم الاتفاق على إرسال وفدين دبلوماسيين من الإيرانيين والسعوديين، للرياض وطهران، للعمل على إعادة فتح القنصليات فقط كخطوة أولى وتمهيدية لاستعادة فتح السفارات في كلا البلدين".

تجدر الإشارة هنا، إلى أن المملكة العربية السعودية، قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في يناير/كانون الثاني 2016، بعد أن اقتحم عدد من المحتجين الإيرانيين المنشآت الدبلوماسية السعودية بالعاصمة الإيرانية، طهران، وقاموا بإشعال النيران بها، احتجاجاً على إعدام السلطات السعودية رجل الدين الشيعي السعودي المعارض، نمر النمر، بعد أن فشلت المناشدات الإيرانية لوقف تنفيذ الحكم.

وبحسب المصادر الإيرانية والعراقية المطلعة على سير الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية-الإيرانية، فإنه من المقرر أن تقوم الوفود الدبلوماسية بالزيارات المتبادلة فى غضون الشهر القادم.

يقول المسؤول الأمني الإيراني لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "تم الاتفاق على تبادل الزيارات الدبلوماسية فى أسرع وقت ممكن؛ نظراً لأهمية خطوة إعادة فتح القنصليات فى كل من الرياض وطهران".

وقال الدبلوماسي العراقي المطلع: "فى هذا الاجتماع وافق الوفد السعودي على بدء العمل لعدد من الدبلوماسيين الإيرانيين في السعودية، على مستوى منخفض من الأعمال، لحين الانتهاء الكامل من إعادة فتح القنصليات".

حصة أكبر للحجاج الإيرانيين.. أبرز نتائج الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية

كان ملف الحجاج الإيرانيين مطروحاً بشدة على طاولة المفاوضات في الاجتماع الخامس بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين. يقول مسؤول أمني إيراني لـ"عربي بوست" إن "الوفد الإيراني طلب من نظيره السعودي الموافقة على زيادة حصة الحجاج الإيرانيين لموسم الحج المقبل، وتمت الموافقة على الفور من الجانب السعودي، كما وافق السعوديون على عودة إيران إلى منظمة المؤتمر الإسلامي".

وبحسب المصدر ذاته، فإن عدداً من الدبلوماسيين الإيرانيين سافروا بالفعل إلى السعودية يوم أمس، لتنظيم مسألة زيادة عدد الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج فى شهر يوليو/تموز القادم.

يقول المسؤول الأمني الإيراني لـ"عربي بوست": "الدبلوماسيون الإيرانيون المتواجدون الآن داخل المملكة العربية السعودية، مهمتهم العمل على تسهيل الإجراءات اللازمة للحجاج الإيرانيين، هذا مختلف عن الوفود الدبلوماسية المتبادلة بين إيران والسعودية خلال الأيام المقبلة".

حصة أكبر للحجاج الإيرانيين.. أبرز نتائج الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية
حصة أكبر للحجاج الإيرانيين.. أبرز نتائج الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية – رويترز

الشيعة في السعودية

وبجانب مسألة زيادة حصة الحجاج الإيرانيين في موسم الحج القادم- بحسب مصدر عراقي مطلع على سير المفاوضات الإيرانية السعودية فى بغداد- فقد تناول الجانبان السعودي والإيراني، مسألة الشيعة السعوديين.

يقول المصدر لـ"عربي بوست": "تطرق الوفد الإيراني إلى مسألة تخفيف القيود المفروضة على شيعة السعودية، كان رد فعل الجانب السعودي هادئاً ومتفهماً، برغم حساسية المسألة".

تجدر الإشارة هنا إلى أنه كان من المقرر أن يتم عقد الجلسة الخامسة قبل نهاية العام الماضي، لكن طهران طلبت من بغداد تأجيل عقد الجلسة الخامسة، بعد إقدام السلطات السعودية على إعدام 40 ناشطاً سياسياً شيعياً.

التطورات في اليمن

بالطبع كان ملف اليمن مطروحاً مرة أخرى ضمن الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية الإيرانية، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها اليمن.

ففي يوم 1 أبريل/نيسان الجاري، تم إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، كما تم الإعلان عن رفع الحصار السعودي عن ميناء الحديدة، ووصول شحنات من الوقود إلى اليمن، واستئناف الرحلات الجوية والتجارية من وإلى صنعاء.

يقول المسؤول الأمني الإيراني، لـ"عربي بوست": "تنظر القيادة الإيرانية إلى الهدنة الحالية فى اليمن، على أنها خطوة هامة وإيجابية نحو عملية السلام، وناقش المسؤولون الإيرانيون والسعوديون في بغداد هذه المسألة، وطلب الإيرانيون استمرار الهدنة ووقفاً دائماً لإطلاق النار في اليمن".

تقود المملكة العربية السعودية حرباً فى اليمن منذ سبع سنوات، ضد جماعة أنصار الله اليمنية والمدعومة من إيران، المعروفين باسم الحوثيين، قامت الجماعة اليمنية في الآونة  الأخيرة بتكثيف الهجمات ضد المنشآت النفطية السعودية في أكثر من مناسبة.

وبالعودة إلى الاجتماع الخامس بين الوفدين السعودي والإيراني، في 21 أبريل/نيسان الجاري، يقول مصدر عراقي مطلع على الاجتماع، لـ"عربي بوست": "فى الاجتماع طلب السعوديون من الإيرانيين لعب دور إيجابي أكثر فيما يخص اليمن، ووافق المسؤولون الإيرانيون، قائلين إنهم متفائلين بالهدنة الحالية، وسيبذلون قصارى جهدهم للدفع نحو عملية سلام شاملة ودائمة".

وبحسب المصدر السابق، فإن الوفد الإيراني طلب من نظيره السعودي رفعاً دائماً للحصار المفروض على اليمن، فيقول لـ"عربي بوست": "الإيرانيون كانوا مهتمين للغاية بمسألة الرفع الدائم للحصار السعودي المفروض على اليمن. لم يبد السعوديون في هذا الاجتماع موافقة كاملة، ولكنهم قالوا إن الأمر سيؤخذ بعين الاعتبار".

صواريخ وطائرات بدون طيار معروضة في معرض في مكان مجهول في اليمن نشرها المكتب الإعلامي للحوثيين في 17 سبتمبر/أيلول 2019/رويترز

مسقط ستكون الوجهة التالية الحوار السعودي-الإيراني

أخبرت المصادر العراقية والإيرانية، "عربي بوست"، أن العاصمة العمانية مسقط، ستكون الوجهة المقبلة لاستكمال الحوار السعودي الإيراني.

يقول مصدر عراقي مطلع على سير الاجتماع الخامس بين السعوديين والإيرانيين، لـ"عربي بوست": "اتفق الجانبان الإيراني والسعودي في الاجتماع الخامس، على استكمال خارطة الطريق بينهما لعودة العلاقات في مدينة مسقط".

جدير بالذكر هنا، وبحسب المصدر ذاته، فإن المسؤولين السعوديين والإيرانيين، اجتمعوا في بداية الشهر الجاري، على مستوى منخفض، مرة واحدة فى مسقط، وسيتم استكمال الاجتماعات الثنائية فى دولة عمان، خاصة فيما يخص ملف اليمن.

يقول المصدر العراقي لـ"عربي بوست": "من المحتمل أن تضم محادثات عمان وفداً من الحوثيين، ضمن خارطة الطريق لإحلال السلام في اليمن، لكن هذه النقطة لم يتم الاتفاق عليها بشكل نهائي".

إصرار سعودي إيراني على تسريع وتيرة المحادثات الثنائية

بحسب المصادر العراقية والإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، فإنه خلال الجولة الخامسة للمفاوضات السعودية-الإيرانية في بغداد، كان هناك إصرار ملموس من كلا الجانبين على تسريع وتيرة المحادثات الثنائية واستعادة العلاقات بين البلدين فى أسرع وقت.

يقول مسؤول حكومي عراقي مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الراعي الرئيسي للمحادثات الإيرانية السعودية، لـ"عربي بوست": "الإيرانيون والسعوديون جادون هذه المرة فى استئناف العلاقات الثنائية بشكل كبير، فحكومة إبراهيم رئيسي المحافظة في إيران ترى أن التعاون مع الرياض ضرورة ملحة لخفض التوترات الإقليمية، خاصة بعد الفشل المؤقت في إحياء الاتفاق النووي".

توقفت المحادثات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران، في فيينا والهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، ويحيط الكثير من الغموض مستقبل المفاوضات فى الوقت الحالي.

ويضيف المصدر السابق قائلاً لـ"عربي بوست": "الإيرانيون يأملون أن تكون الخطوة التالية هي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعوديين، وهذا سيمنحهم دفعة كبيرة لاقتصادها المنهار تحت وطأة العقوبات الأمريكية، خاصة أن لا أمل يلوح في الأفق بشأن إحياء الاتفاق النووي".

وبحسب المصدر ذاته، فإن السعودية تمتلك أيضاً من الدوافع ما يدفعها إلى الانتهاء الإيجابي من المفاوضات مع الإيرانيين، فيقول لـ"عربي بوست": "السعوديون أيضاً منهكون من الحرب الطويلة في اليمن، كما أن العلاقة بينهم وبين إدارة جو بايدن ليست في أفضل حالاتها؛ لذلك كان من الضروري إنهاء الخلافات السعودية مع إيران لتعزيز الاستقرار في الخليج".

تحميل المزيد