رفضت ألمانيا طلب إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا؛ لعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم، بحسب ما نقلته صحيفة The Times البريطانية الخميس 21 أبريل/نيسان 2022 عن أحد كبار الجنرالات في ألمانيا.
إذ قال نائب رئيس الأركان الألماني ماركوس لوبنثال إنَّ بلاده لن تكون قادرة على الوفاء بالتزامات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا تبرعت بمزيد من الأسلحة لأوكرانيا، بينما وقف وراء المستشار المحاصر أولاف شولتس، الذي يقاوم الضغط من زملائه الأعضاء في الائتلاف الحاكم لإرسال مركبات مدرعة ودبابات خفيفة ومدافع الهاوتزر إلى كييف.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه في اليوم الذي وافقت فيه النرويج وإسرائيل وفنلندا على حزم جديدة من الدعم لأوكرانيا، زعم لوبنثال أنَّ برلين ستكون عرضة للهجوم إذا أعطت 100 دبابة خفيفة من طراز ماردر إلى كييف، وهو تعليق سخر منه السفير الأوكراني بأنه "غير مفهوم".
وتابع لوبنثال: "لن نتمكن بعد الآن من الرد على احتمالات الهجوم، وهذا من شأنه إضعاف قدرتنا الدفاعية بدرجة كبيرة".
العلاقة بين الحزب الحاكم في ألمانيا وروسيا
يتمتع حزب شولتس، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بتاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع روسيا، حيث كان مستشار ألمانيا الأسبق، جيرهارد شرودر، أحد أكبر المشجعين للرئيس بوتين منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، ويقال إنه يكسب 850 ألف يورو سنوياً من عمله مستشاراً لشركات الغاز الروسية، وسافر إلى موسكو الشهر الماضي لمناقشة العملية العسكرية مع بوتين.
من جانبها، حاولت أنالينا بربوك، وزيرة الخارجية الألمانية وعضو حزب الخضر، الضغط على شريكها في التحالف، الأربعاء 20 أبريل/نيسان، عندما أثارت احتمالية أن ترسل برلين مركبات مدرعة إلى أوكرانيا.
بربوك قالت: "أود أن أوضح أنَّ هذا ليس من المحرمات بالنسبة لنا أيضاً، حتى لو بدا الأمر كذلك في بعض الأحيان في النقاش الألماني".
كما أضافت: "لقد سلّمنا صواريخ مضادة للدبابات وستينغر وأشياء أخرى لم نتحدث عنها علناً أبداً؛ لذا يمكن أن تحدث عمليات التسليم هذه بسرعة".
وفي وقت سابق، أمرت أوكرانيا بالفعل بالحصول على 100 دبابة ماردر خارج الخدمة من شركة Rheinmetall الألمانية للدفاع، لكن من المتوقع أن يستغرق تجديد المركبات شهوراً، وبحلول ذلك الوقت ربما تكون المعركة على دونباس قد انتهت بالفعل.
الأمر الذي دفع كييف باقتراح ترتيب مؤقت، وهو أن يقرض الجيش الألماني 100 دبابة ماردر لأوكرانيا، قبل تجديد النظام الأوكراني مخزونه منها.
من جهته، قال أندريه ميلنيك، السفير الأوكراني في برلين إنَّ ألمانيا لديها 400 دبابة ماردر في ترسانتها وشكّك في تقييم لوبنثال بأنها غير قادرة على إقراض المركبات إلى كييف.
وأضاف: "الادعاء بأنَّ الجيش الألماني لم يعد قادراً على تسليم المزيد إلى أوكرانيا أمر غير مفهوم".
وبالإضافة إلى دبابات ماردر الخفيفة، تتعرض ألمانيا لضغوط لإرسال صواريخ هاوتزر ذاتية الدفع "بانزرهاوبيتز 2000″، ذات عيار 155 ملم بمدى يصل إلى 260 ميلاً (418 كيلومتراً تقريباً).
ومع إطلاق روسيا المرحلة الثانية من هجومها في دونباس، ستحتاج كييف إلى قوة مدفعية كبيرة لتدمير دبابات "تي-72" الروسية، وفقاً لخبراء الدفاع، وستكون صواريخ "بانزرهاوبيتز 2000" رصيداً مهماً في السهول المنبسطة في شرق أوكرانيا.
ورفضت بربوك الإجابة عن أسئلة حول تسليم هذه الأسلحة واقترحت بدلاً من ذلك أن تشتري كييف أنظمة مدفعية أكثر تطوراً من دول أخرى، قائلة إنَّ ألمانيا ستساعد بعد ذلك في التدريب والصيانة.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Times البريطانية.