كشفت صحيفة "Wall Street Journal" الأمريكية، الثلاثاء 19 أبريل/نيسان 2022، تفاصيل تُنشر لأول مرة عن غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الإدارة الأمريكية، ومدى السوء الذي وصلت إليه العلاقات بين الرياض وواشنطن منذ وصل الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض.
يأتي ذلك بينما وصلت العلاقات السعودية- الأمريكية مرحلة نادرة من التوتر بين البلدين، بدأت مع وصول الديمقراطي جو بايدن للبيت الأبيض، ووصولاً إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، ورفض الرياض صراحة تبني الموقف الغربي والوقوف بوجه روسيا.
علاقة محمد بن سلمان وبايدن
حسب الصحيفة الأمريكية، فإن ولي العهد السعودي التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بالشورت في سبتمبر/أيلول 2021، وصرخ فيه بعد أن أثار موضوع قتل جمال خاشقجي، وقال: "لا أريد أن أناقش هذا الموضوع مرة أخرى".
كما قال مسؤولون سعوديون إن مطالبة محمد بن سلمان لبايدن بالاعتراف به زعيماً للسعودية أصبحت أكثر تعقيداً بعد أن كانت مجرد مكالمة هاتفية معه كافية في السابق.
من مطالب محمد بن سلمان الإضافية وضع مقتل خاشقجي وراء ظهره ومنحه الحصانة القانونية ضد القضايا المرفوعة ضده في الولايات المتحدة من خلال توجيه وزارة الخارجية لمعاملته كزعيم دولة.
لكن تقول الصحيفة: من غير المرجح أن يلبي الرئيس بايدن جميع طلبات محمد بن سلمان الذي يطالب أيضاً بالمزيد من الاستثمارات من الشركات الأمريكية وتعزيز دفاعات بلاده ضد الحوثي والمساعدة في تحسين قدراتها النووية المدنية.
قضايا أزمة العلاقة أكثر
فيما أشارت الصحيفة إلى أن السعودية حاولت استمالة بايدن خلال أيامه الأولى في البيت الأبيض من خلال المصالحة مع قطر وإطلاق سراح عدد من الناشطين السياسيين.
لكن السعودية رفضت طلباً من مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، برت ماكغروك، في فبراير/شباط الماضي لإطلاق سراح محمد بن نايف وعمه أحمد بن عبد العزيز.
في المقابل، رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طلباً من نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان لمقابلته في واشنطن يوليو/تموز الماضي قبل أن يتقابلا لفترة وجيزة.
توتر العلاقات مع واشنطن دفع الملك سلمان وولي عهده لعقد سلسلة من الاجتماعات العام الماضي لدراسة الإجراءات العقابية التي من الممكن أن يتخذها بايدن ضد المملكة وإمكانية الرضوخ و إطلاق سراح معتقلين سياسيين.
لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "قرر مساراً أكثر عدوانية مهدداً بتقوية التحالفات مع روسيا والصين"، تقول الصحيفة الأمريكية.
تعمّق الخلافات خلال حرب أوكرانيا
فيما يقول مسؤولون سعوديون وأمريكيون إن الخلافات السياسية تعمقت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا؛ فقد أراد البيت الأبيض من السعوديين ضخ المزيد من النفط الخام، لترويض أسعار النفط وتقويض تمويل الحرب في موسكو، ولم تتزحزح المملكة بما يتماشى مع المصالح الروسية.
بينما توقف البيت الأبيض عن مطالبة السعوديين بضخ المزيد من النفط. بدلاً من ذلك يطلب فقط ألا تفعل السعودية أي شيء من شأنه أن يضر بجهود الغرب في أوكرانيا وفقاً لمسؤول أمريكي كبير، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.
الصحيفة قالت أيضاً إن الأمير محمد بن سلمان يريد قبل كل شيء الاعتراف به باعتباره الحاكم الفعلي للسعودية وملك المستقبل، حيث يدير شؤون البلاد اليومية لوالده المريض الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لكن بايدن لم يلتقِ بعد بالأمير أو يتحدث معه مباشرة.
بينما يقول مسؤولون سعوديون إن الخطر بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في أن الرياض ستصطف بشكل أوثق مع الصين وروسيا أو على الأقل تظل محايدة بشأن القضايا ذات الأهمية الحيوية لواشنطن كما فعلت مع أوكرانيا.
فيما يواجه بايدن معارضة شديدة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين للتقارب مع السعودية، خصوصاً أن محمد بن سلمان أظهر القليل من الرغبة في التراجع عن تحالف مربح مع موسكو للسيطرة على مستويات إنتاج النفط.