رواندا تتخلى عن أيتام ضحاياها من الإبادة الجماعية.. طردتهم لتفسح المجال لطالبي لجوء قدموا من لندن

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/17 الساعة 18:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/18 الساعة 07:44 بتوقيت غرينتش
لاجئون في بريطانيا، صورة تعبيرية/ رويترز

أقدمت دولة رواندا على إخلاء مسكن مخصص للأيام من ضحايا الإبادة الجماعية عام 1994، لتفسح المجال لطالبي لجوء تنقلهم بريطانيا إليها، وذلك بعد اتفاق بين السلطات البريطانية و الرواندية، بحسب ما أوردته صحيفة The Independent البريطانية في تقرير نشرته يوم الأحد 17 أبريل/نيسان 2022.

كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتيل أعلنا في وقت سابق من هذا الأسبوع عن خطةٍ بتكلفة 157 مليون دولار أمريكي لإرسال طالبي اللجوء إلى العاصمة الرواندية كيغالي، للإقامة هناك إلى حين فحص طلباتهم واستكمال إجراءات اللجوء في بريطانيا.

طرد ناجين من الابادة الجماعية في رواندا 

إلا أن وزيرة الداخلية البريطانية لم تتطرق في المؤتمر الصحفي الذي عرضت فيه خطتها بالتفصيل إلى أي ذكر لاثنين وعشرين ناجياً من الإبادة الجماعية وردت أنباء عن طردهم قريباً من نُزلهم "هوب هاوس" Hope House الذي كان مسكناً لهم على مدى سنوات طويلة في رواندا.

استغلال فرنسا لسكان المستعمرات
هجرة عير شرعية عبر البحر المتوسط – مواقع تواصل

حيث نقل تقرير لصحيفة The Sunday Mirror عن عدد من هؤلاء الناجين قولهم إنهم لا يعرفون إلى أين سيذهبون بعد أن أصدرت السلطات إخطارات إجلاء لهم من مسكنهم. وقالت امرأة تعيش في الملجأ منذ 8 سنوات للصحيفة: "أكاد لا أعرف أي منزل آخر لي. لقد أخبروني منذ أيام بأن علي المغادرة، ولا أعرف إلى أين أذهب".

جريمة قتل مئات الآلاف في رواندا

في حين ذكرت الصحيفة أن أحد الأيتام المقيمين بالنزل امرأةٌ وُلدت قبل أسابيع من مقتل والديها في الصراع الذي قُتل فيه نحو 800 ألف من عِرق التوتسي.

من جانب آخر، استنكر ممثلون عن أحزاب المعارضة البريطانية ما أفضت إليه خطة الحكومة من تدابير تتضمن طرد أيتامٍ مستضعفين من مسكنهم، وقد باتوا الآن في أواخر العشرينيات من عمرهم.

في حين قالت إيفيت كوبر، وزيرة داخلية حكومة الظل البريطانية، إن "أزمة إجلاء ساكني (هوب هاوس) في رواندا مشكلةٌ جديدة تفسِّر لنا عجز موظفي الخدمة المدنية عن تمرير الخطة. لقد بات الإهمال وانعدام الكفاءة من أبرز سمات هذه الحكومة، بريطانيا جديرة بحكومة لا تتسم بهذه الفوضى".

من جانبه، قال أليستير كارمايكل، النائب عن حزب الديمقراطيين الليبراليين والمتحدث باسمه للشؤون الداخلية، إن إجراءات الإجلاء كانت "جائرة وقاسية"، وأضاف: "لقد كان الاقتراح بمجرده صادماً، وكأن هذا لا يكفي، فقد زاد عليه الآن طرد الروانديين، وهو أمر مروع. إذ بدلاً من إتاحة طرق آمنة وقانونية لطالبي اللجوء، لجأ بوريس جونسون وبريتي باتيل إلى أساليب متعسفة وقاسية".

تدابير إخلاء جديدة 

في المقابل، نفت يولاند ماكولو، المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، ما ورد عن تدابير الإخلاء، ووصفتها بأنها "أخبار كاذبة".


حيث نشرت ماكولو تغريدة على موقع تويتر، قالت فيها: "لقد انتهت الإبادة الجماعية ضد التوتسي منذ 28 عاماً. ومسكن الشباب هذا يكاد يكون فارغاً منذ خمس سنوات، ومن تبقى من مستأجرين قليلين يخرجون منه الآن ويجري العمل على تسهيل انتقالهم إلى حياة جديدة".

كما قالت ماكولو إن نزل "هوب هوستيل" بُنِي في الأصل لإيواء الطلاب الناجين من الإبادة الجماعية، إلا أنه لم يعد يستخدم لهذه الأغراض، و"القلة المتبقية في طور التخرج من الجامعة، ويحق لهم بعد ذلك الحصول على مخصصات المعيشة الشهرية.. حتى يجدوا عملاً".

تحميل المزيد