أفادت وكالة Associated Press، في تقرير لها، السبت 16 أبريل/نيسان 2022، بأن مدربي الجيش الأمريكي يستعينون بدروس من الحرب الروسية في أوكرانيا لتدريب الجنود على أي حروب مستقبلية قد تندلع مع خصوم مثل روسيا أو الصين، حسبما نقله موقع Business Insider الأمريكي.
وزيرة الجيش الأمريكي كريستين ورموت، خلال حديث لها مع وكالة أسوشيتد برس، قالت إنها تعتقد "أن تركيز الجيش بأكمله منصبّ في الوقت الحالي على الحرب الدائرة في أوكرانيا ويحاول تعلُّم الدروس منها".
وأضافت: "الأزمة في أوكرانيا تظهر مدى أهمية المعلومات للقوات الأمريكية".
وفقاً للوكالة ذاته، فإن التدريب الذي ينطلق هذا الشهر في مركز التدريب الوطني يضم أشخاصاً يلعبون أدوار متحدثين بالروسية. ومن جهة أخرى يركّز السيناريو على جيش عدو يستخدم الشبكات الاجتماعية من أجل الترويج لدعاية عن القوات الأمريكية ويستخدم الصواريخ للسيطرة على المدن.
بدوره قال العميد كيرت تايلور إن "الهدف هو تدريب الألوية على طريقة استخدام جميع أدواتهم في القتال لشن هجوم منسق ومواجهة المعلومات المضللة على الإنترنت".
وقال تايلور: "من الضروري أن نكون مستعدين للقتال في المناطق المدينة حين نواجه خصماً يقصف بالمدفعية عشوائياً".
تقرير وكالة أسوشيتد برس يقول إن جزءاً آخر من التدريب سيركز على التعامل مع عدو مستعد لاستخدام الصواريخ لضرب المناطق المدنية.
يُذكر أن أوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها تتهم روسيا بمهاجمة المستشفيات والمباني السكنية، ومبانٍ مدنية أخرى، فضلاً عن ارتكاب جرائم حرب في استهدافها مناطق مدنية.
ويزعم الغرب أن روسيا تستعين بمعلومات مضللة على الإنترنت ووسائل الإعلام الحكومية للترويج لخطاب بأن أوكرانيا هي المعتدية في هذه الحرب، وتقدم آلات الدعاية، باستخدام صور فعلية من الحرب، وفي المقابل تتهم روسيا الغرب وأوكرانيا بممارسة "التضليل" واستخدام صور مزيفة لجثث ضحايا مدنيين.
واشنطن تدرب مقاتلين أوكرانيين
على صعيد آخر، تستعد القوات الأمريكية العاملة في قاعدة ببولندا، الجارة الأوروبية لأوكرانيا، على بعد حوالي 161 كم من الحدود معها، لإطلاق برنامج تدريب مكثف لوحدات صغيرة في الجيش الأوكراني، بهدف مساعدتهم على التعامل مع الدفعة الجديدة من الأسلحة الميدانية المقدمة من الولايات المتحدة والمخزونات الألمانية.
ويُتوقع أن تصل شحنة ضخمة من الأسلحة إلى القاعدة المجهولة في ظرف أيام، حسب ما نقلته صحيفة The Times البريطانية.
تتكون هذه الأسلحة من 18 مدفع هاوتزر عيار 155 ملم، مع 40 ألف قذيفة مدفعية، و14 رادار مضاد للمدفعية، ورادارين من طراز سنتينل للدفاع الجوي، و200 ناقلة مدرعة، و11 مروحية روسية الصنع من طراز Mi-17 Hip.
يُذكر أنه منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، وفّرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) آلاف الأطنان من الأسلحة، لكنها حرصت على عدم الإشارة إلى أي برنامج تدريب سري للجيش الأوكراني.
وحين زار الرئيس بايدن بولندا، الشهر الماضي، ذكر أن القوات الأمريكية تشارك في برنامج تدريبي. وقد سارع البنتاغون إلى نفي وجود أي برنامج من هذا القبيل، لكنه أقر بوجود "تعاون" مع الأوكرانيين، بهدف إرشادهم إلى طريقة تشغيل صواريخ جافلين المضادة للدبابات ومنظومات ستينغر المضادة للطائرات.
في السياق ذاته كشف مسؤولون في البنتاغون لأول مرة بعد الإعلان عن الوصول الوشيك لرادارات المدفعية والدفاع الجوي، أن التدريب على هذه الأسلحة ضروري، وأنه تطور مهم في برنامج الدعم العسكري الأمريكي وحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.
وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية: "لا نرى أن القليل من التدريب الذي سيكون ضرورياً على مدافع الهاوتزر، والرادارات المضادة للمدفعية، ورادار سنتينل للدفاع الجوي سيستغرق وقتاً طويلاً. وهذه الأسلحة الثلاثة ربما تحتاج إلى بعض التدريب العملي".