شكك المرشح الرئاسي الأسبق في مصر، د.أيمن نور، في حقيقة واحدة من الوقائع التي تحدث عنها مسلسل "الاختيار 3″، والتي تتحدث عن ممانعة الجيش تزويد البنك المركزي المصري في يوليو 2012 بمليار دولار إبان حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وروى السياسي المصري ما قال إنها حقائق تثبت عكس ما صوره المسلسل.
نور، وفي تصريح خاص لموقع "عربي بوست"، قال إن لديه تفسيراً واضحاً لمعظم ما "ورد من أكاذيب، واختلاقات، وأوهام وافتراءات" في مسلسل "الاختيار 3" الذي أنتجته شركة "سينرجي" المملوكة للمخابرات المصرية.
لكنه أكد أنه لم يتوصل إلى سبب نفي المسلسل أن الجيش المصري دفع في بداية حكم مرسي مبلغ مليار دولار للبنك المركزي.
كان مسلسل "الاختيار 3" قد عرض في إحدى حلقاته حواراً بين الشخصيتين اللتين جسدتا مرسي والمشير الراحل حسين طنطاوي، ويصور المسلسل مرسي وهو يطلب من طنطاوي مبلغاً من المال لدعم البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية.
لكن في المسلسل يبدي طنطاوي ممانعة لطلب مرسي، ويخبره بأنه لا يستطيع تأمين المال لأنها أموال تخص القوات المسلحة، وأن القرار هو "قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة".
حوار مرسي وطنطاوي
روى نور لـ"عربي بوست" ما قال إنها "الحكاية الحقيقية" للمليار دولار، وقال: "كنت شاهداً على بعضها، وبدأت في لقاء جمعني بالرئيس مرسي في قصر الاتحادية، وأخبرني فيه أنه التقى بفاروق العقدة محافظ البنك المركزي وقتها، والذي أبلغه أن الوضع الدولاري كارثي".
يضيف نور أن العقدة أبلغ مرسي أيضاً بأن هنالك "استحقاقات بحوالي 2 مليار دولار مستحقة خلال أيام لأحد القروض التي أُبرمت في عهد الرئيس مبارك، وأنه يريده أن يتصرف وإلا ستكون هناك تبعات اقتصادية صعب تداركها في الظروف الحالية".
يشير نور إلى أنه عقب ذلك، استدعى مرسي المشير طنطاوي، وأبلغه "بضرورة توفير المبلغ أو جزء منه، وحينها رد طنطاوي بأن الجيش لا يمتلك مبلغاً كهذا".
رداً على جواب طنطاوي، توجه مرسي إلى المشير بسؤال عن "اللواء محمود نصر وعن أخبار الخزينة الموجودة في مكتبه، والتي كانت تحتوي على الأموال، وقال لطنطاوي متقلقش أنا بس شايف إن مبلغ كبير زي ده يكون في خزنة مكتب اللواء نصر شيء غير مفهوم أو مقبول"، وفقاً لما أورده نور.
كان اللواء محمود نصر وقتها، عضو المجلس العسكري، ومساعد وزير الدفاع للشؤون المالية، وفقاً لنور، الذي أضاف أنه بعد حديث مرسي عن خزينة اللواء نصر، رد طنطاوي على الرئيس وقال له: "سعادتك عايز المبلغ إمتى، قال له مرسي غداً، فقال طنطاوي غداً سيكون المبلغ في البنك المركزي".
يُشير نور أيضاً إلى أنه على خلاف ما ينفيه المسلسل، "اضطر طنطاوي أن يدفع مليار دولار للبنك المركزي، والمؤكد أيضاً أن معرفة مرسي بجزء من مدخرات الجيش أثار حفيظة قيادات الجيش، خاصة تصريحات اللواء نصر بعد هذه الواقعة والتي قال فيها إن مشروعات الجيش ده عرقه ومحدش له دعوة بيها".
أموال ضخمة لدى الجيش
يرى نور أنه يتوقع أن سبب "إنكار تلك الواقعة الثابتة، هو ألا يقول الناس إن مصر عندها الآن ديون لا أول لها ولا آخر، وبدل أن يتحمل المواطن وحده تبعات قرارات القيادة السياسية الخاطئة، ينبغي على الجيش الذي ينتمي إليه السيسي أن يساعد في تخفيف عبء هذه الديون"، خاصة أنه حصَّلها من جيوب المصريين، وسيكون هذا هو الاختيار الأصوب، بدلاً من إنكار الثابت، وترويج المخدرات والخزعبلات".
كذلك تساءل نور عن أنه "إذا كان الجيش يساعد خزينة الدولة في 2012 بمليار دولار، فكم كانت تبلغ ثروته يومها؟ وكم تبلغ الآن؟، وهل صحيح كما يتحدث مجتمع البيزنس أن الجيش تعدى الـ100 مليار دولار غير الأصول"، وإذا الجيش قد أصبح اللاعب الرئيسي في الاقتصاد والبيزنس، فلماذا لا يدفع ضرائب؟ أو يتم الاعلان عن أرباحه وأصوله الاستثمارية؟ خاصة أنها لا تتعلق بنشاط أمن قومي، وليست أسراراً عسكرية".
ختم السياسي المصري تصريحه لـ"عربي بوست" بالإشارة إلى أنه كان الأقرب للمنطق ألا ينفي المسلسل الذي يجسد جانباً من حياة السيسي في تلك الفترة، واقعة أموال الجيش.
نور قال في هذا الصدد: "كان بإمكان السيسي توظيفها أمام جمهوره، بأن الجيش ساعد خزينة الدولة، ولم يمنع موقفه المسبق، الذي يدعيه من الرئيس مرسي، من تقديم هذا المبلغ الضخم، خاصة أن الجيش كان مسؤولاً خلال المرحلة الانتقالية (2011-2012) التي أدارها، عن استنزاف جانب كبير، من احتياطي النقد الأجنبي".
يُشار إلى أن مسلسل "الاختيار 3" أثار انقساماً بالآراء بين المصريين على شبكات التواصل، فالبعض أيّد المسلسل ورأى أنه يوثق مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ مصر، أفضت إلى إنهاء حكم "الإخوان".
لكن البعض الآخر هاجم المسلسل ورأى أنه سيكون "تزويراً" لما حدث في مصر عام 2013، ووصفوا ما فعله السيسي آنذاك بأنه كان انقلاباً على حكم أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً في البلاد.