يُجري الباحثون تجارب على علاج جديد يعيد توجيه جهاز المناعة في الجسم لقتل الخلايا السرطانية، ما قد يوفر الأمل للمرضى الذين نفدت خياراتهم.
يقول الباحثون إن دواء "AFM24" يُظهر علامات فاعلية لدى ثلث المرضى الذين يعانون من سرطانات متقدمة وتوقفت أجسامهم عن الاستجابة للعلاج، بما في ذلك سرطان الأمعاء والرئة والبنكرياس.
ويأمل فريق من معهد أبحاث السرطان ومؤسسة Royal Marsden NHS Foundation Trust في بريطانيا أن يكون ذلك أَأمَن مِن العلاجات الحالية القائمة على استهداف الخلايا (العلاج الإشعاعي).
يعيد الدواء توجيه الجهاز المناعي الطبيعي للجسم لقتل الخلايا السرطانية دون الحاجة إلى الخوض في العملية المعقدة لإعادة هندسة خلايا المريض، والمعروفة باسم العلاج بالخلايا التائية CAR-T. وستُقدَّم النتائج الأولية من تجربة المرحلة الأولى الجارية على 24 مريضاً في مؤتمر الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان في نيو أورلينز، الإثنين 4 أبريل/نيسان.
يعيد توجيه الخلايا القاتلة إلى الأورام
تقول الدكتورة خوانيتا لوبيز، قائدة التجربة في المملكة المتحدة واستشارية الأورام الطبية في Royal Marsden ومعهد أبحاث السرطان: "تعد الخلايا القاتلة الطبيعية جزءاً أساسياً من جهاز المناعة، وقادرة على التعرف على الخلايا السرطانية".
وأضافت: "يمكن لهذا العلاج المناعي الجديد، AFM24، إعادة توجيه الخلايا القاتلة الطبيعية إلى الأورام، من خلال استهداف بروتين يُسمى EGFR، الذي يوجد غالباً على سطح الخلايا السرطانية".
وتابعت: "لا يزال هذا العلاج تجريبياً للغاية، وتجربتنا في مرحلة مبكرة، لكننا متحمسون لإمكانياته".
وأوضحت: "ليس من الضروري تخصيص هذا الدواء لكل مريض مثل العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية؛ لذلك من المحتمل أن يكون أرخص وأسرع في الاستخدام، وقد يعمل ضد مجموعة أوسع من السرطانات".
والشركة المُصنِّعة للعقار AFM24 هي شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية Affimed NV، وهي التي تمول التجارب التي تختبر سلامة الدواء والجرعات والفاعلية.
ثلث المرضى استجابوا للعلاج
واستجاب 8 من 24 مريضاً في التجربة للعلاج المناعي وتوقف نمو السرطانات لديهم. بالنسبة لمريضين آخرين، أحدهما مصاب بسرطان الأمعاء والآخر مصاب بسرطان الرئة، تقلَّص السرطان أو توقف عن النمو لأكثر من ثلاثة أشهر بعد العلاج.
ريتشارد كوندي (64 عاماً)، أصيب بسرطان الأمعاء في عام 2015، وعلى الرغم من خضوعه لجراحة انتشر إلى كبده. وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أُبلِغ كوندي أنَّ خياراته قد نفدت. ويتلقى الآن العلاج بعقار AFM24؛ ما أدى إلى استقرار مرض السرطان وتقليص بعض الأورام.
وقال: "أتلقى الدواء على شكل حقن تسريب مرة واحدة في الأسبوع، ومن بين جميع العلاجات التي تلقيتها على مدى السنوات السبع الماضية، كان هذا العلاج أقل آثاراً جانبية. أنا قادر على العمل والعيش بأسلوب حياة نشط".
من جانبه، قال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان: "هذا العلاج مبتكر للغاية، لأنه يجد طريقة لتوجيه الخلايا القاتلة الطبيعية داخل جهاز المناعة إلى الأورام، دون الحاجة إلى إعادة هندسة معقدة ومكلفة لخلايا المريض".
وأضاف: "حتى الآن رأينا النتائج الأولية فقط في مجموعة صغيرة من المرضى، لكن النتائج تبدو واعدة، ونحن متفائلون بأنَّ هذا قد يكون نوعاً جديداً من العلاج المناعي للسرطانات التي يصعب علاجها بطريقة أخرى".