في عُرف كرة القدم، جميع الأخطاء المرتكبة من أي لاعب قد يتم تداركها، إلا هفوة حراس المرمى التي لا يملك معالجتها.
قد يكون الحظ حليفاً لحراس المرمى المخطئين في بعض الأحيان، عندما يفشل المنافس في استغلال هذا الخطأ، لكن معظمهم يدفع ثمن هفوته هدفاً في مرمى فريقه، وقد يكلفه خسارة مباراة، أو ربما بطولة.
حراس مرمى ارتكبوا أخطاء كارثية
نرصد في هذا التقرير وبالفيديو أبرز أخطاء حراس المرمى الكارثية التي تسببت بأهداف في مرمى فرقهم.
إدوارد ميندي
وقع الحارس السنغالي إدوارد ميندي في هفوة قاتلة ساهمت بخسارة فريقه تشيلسي الإنجليزي أمام ضيفه ريال مدريد الإسباني في ذهاب دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا موسم 2021-2022.
حينما كانت النتيجة تشير إلى تقدم ريال مدريد 2-1، ومحاولة تشيلسي إدراك التعادل للحفاظ على أمله في التأهل إلى الدور المقبل، وقع ميندي في المحظور وارتكب خطأ قاتلاً، إذ حاول تمرير الكرة الى الألماني أنتونيو روديغر وهو خارج منطقته الجزاء، فخطفها كريم بنزيمة وأودعها الشباك الخالية.
خطأ ميندي قلص بنسبة كبيرة من حظوظ تشيلسي حامل لقب دوري الأبطال في التأهل إلى دور الثمانية، وكان مفاجئاً للمتابعين، كون السنغالي هو أفضل حارس مرمى في العالم حالياً، وفق اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في جائزة THE BEST لعام 2021.
سكوت كارسون
تسبب كارسون بشكل مباشر في حرمان منتخب بلاده إنجلترا، الذي كان يكفيه التعادل، من التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) التي أقيمت بالشراكة بين النمسا وسويسرا.
وتكبَّد منتخب "الأسود الثلاثة" الذي كان يدربه ستيف ميكلارين، خسارة صادمة أمام ضيفه الكرواتي بنتيجة 2-3، لتُحرم إنجلترا للمرة الأولى من بلوغ بطولة كبيرة منذ عام 1996.
وبعد ثماني دقائق من انطلاق المباراة التي جرت يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، أطلق الكرواتي نيكو كرانيكار تسديدة بعيدة المدى، خدعت كارسون بطريقة غريبة للغاية، لتستقر في الشباك.
رينيه هيغيتا
في الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم 1990 الذي أقيم في إيطاليا، تواجهت الكاميرون ضد كولومبيا من أجل استمرار المغامرة المونديالية، وتحديداً يوم 23 يونيو/حزيران.
أُجبر المنتخبان على خوض أشواط إضافية بعد استمرار نتيجة التعادل السلبي، الذي نجحت فيه الكاميرون عبر أسطورتها روجيه ميلا من إحراز هدفين متتاليين في ظرف 3 دقائق.
الهدف الثاني استغل فيه ميلا خطأ فادحاً من هيغيتا، الذي كان بعيداً عن مرماه بمسافة 35 ياردة، ليخطف الكرة منه، ويجري بها قبل أن يضعها في الشباك، مسجلاً هدفاً حمل الكاميرون إلى ربع النهائي لفوزه بهدفين لواحد.
ماسيمو تيبي
أهدى الحارس الإيطالي هدفاً ساذجاً لساوثهامبتون، ساعد الفريق على الخروج بنتيجة التعادل أمام مانشستر يونايتد 3-3 في أولد ترافولد.
أقيمت المباراة يوم 25 سبتمبر/أيلول 1999، وفيها أطلق مات لو تيسييه تسديدة غير قوية من خارج منطقة الجزاء، أخذت طريقها نحو تيبي.
بدت الكرة سهلة وفي متناول الحارس، لكن المثير للضحك أن الكرة واصلت طريقها نحو الشباك، بعدما مرت من بين قدمي تيبي.. خطأ كلف الحارس الإيطالي كثيراً، حيث لم يلعب إلا 4 مرات مع مانشستر يونايتد.
فابيان بارتيز
اعتاد الحارس الفرنسي المتوج مع منتخب بلاده بكأس العالم 1998، ارتكاب العديد من الهفوات في الفترة التي قضاها مع مانشستر يونايتد.
كانت إحداها عندما وصلته الكرة من زميله، وبدلاً من أن يرسلها طويلة في منتصف ملعب أرسنال، أهداها لمواطنه تيري هنري، الذي قبل الهدية وسجل هدفاً "للغانرز"، في المباراة التي فاز فيها "المدفعجية" بثلاثة أهداف لواحد يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2001.
روب غرين
أخذ المنتخب الإنجليزي الأسبقية أمام نظيره الأمريكي ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات في كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وبالتحديد يوم 12 يونيو/حزيران، بتسديدة من ستيفن جيرارد بعد 4 دقائق من البداية.
لكن كلينت ديمبسي أعاد التوازن للكفتين من تصويبة بعيدة من خارج منطقة الجزاء، قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول.
تسديدة ديمبسي لم تكن بتلك القوة حتى تخدع غرين، الذي انسلت الكرة من بين يديه، لتستقر في الشباك الإنجليزية، لكن المنتخبين نجحا في تجاوز الدور الأول.
جوردان بيكفورد
صدم بيكفورد جماهير فريقه إيفرتون خلال ديربي الميرسيسايد، الذي كان في طريقه لينتهي على وقع التعادل السلبي.
صمد إيفرتون أمام اندفاع ليفربول يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2018 ضمن الجولة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم، حتى اللحظات الأخيرة.
استنجد الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، بخدمات مهاجمه ديفوك أوريغي في آخر الدقائق، الذي استغل هفوة بيكفود في تقدير الكرة، التي ارتطمت في العارضة قبل أن تنزل أمام أوريغي الذي أودعها الشباك في الدقيقة السادسة بعد التسعين.
بيتر إنكلمن
يُعتبر إنكلمن، حارس مرمى أستون فيلا، صاحب واحدة من أشهر الزلات والأخطاء الفادحة في تاريخ الدوري الإنجليزي لكرة القدم
أعاد المدافع أولوف ميلبورغ الكرة إلى زميله إنكلمن من رمية تماس، وعلى الرغم من أنها وصلته بهدوء وسلاسة، إلا أنها مرت من تحت قدمه إلى الشباك، ليعزز برمنغهام تقدمه على "الفيلانز" بالهدف الثاني، وذلك في عام 2002.
جوزيه دوفيرغر
استقبلت كندا ضيفتها هاييتي في الدور الثاني من تصفيات أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي، المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، وذلك يوم 16 يونيو/حزيران 2021.
سهَّل دوفيرغر مهمة الكنديين، بعدما أهداهم الهدف الأول بطريقة جمعت بين الطرافة والغرابة والكوميديا في لقطة واحدة.
وصلت الكرة إلى دوفيرغر من زميله، لكنه فشل في السيطرة عليها أكثر من مرة، ليضعها بنفسه في الشباك بطريقة مضحكة.
لوريس كاريوس
لا يمكن لحارس مرمى يخوض المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أن يرتكب أي هفوة، إذ إن تلك اللقطة ستبقى في أذهان المتابعين، فكيف لو كان الخطأ مزدوجاً أمام منافس بحجم ريال مدريد؟
أمسك كاريوس حارس ليفربول بالكرة، والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي بين ليفربول وريال مدريد في نهائي الأبطال موسم 2017-2018.
ولم ينتظر كاريوس تمركز زملائه، أو حتى ابتعاد كريم بنزيمة، مهاجم ريال مدريد عنه، قبل أن يرمي الكرة بيده ليعترضها المهاجم الفرنسي بقدمه لتتهادى إلى الشباك.
ولم يكتفِ كاريوس بذلك، بل أفلتت الكرة المسددة من غاريث بيل، من مسافة بعيدة، من بين يديه، ليحرز ريال مدريد هدفه الثالث، الذي قضى على آمال ليفربول بالعودة.