زعمت مصادر استخباراتية عسكرية بريطانية، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022، أن القوات الروسية انسحبت "بالكامل" من شمالي أوكرانيا إلى بيلاروسيا وروسيا، تزامناً مع تصريحات للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف تحدث خلالها عن احتمال انتهاء العملية العسكرية خلال الأيام المقبلة.
وقالت الوزارة إنّ القصف الروسي على المدن في الشرق والجنوب مستمر، وإنّ القوات الروسية تقدمت جنوباً من مدينة إيزيوم التي لا تزال تحت سيطرتها.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، دميتري بيسكوف، صرح الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، أن الهجوم الذي تشنه بلاده على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي قد ينتهي خلال الأيام المقبلة، "إما من خلال تحقيق أهدافه أو عبر المفاوضات".
وتعتبر تصريحات بيسكوف خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية أول إشارة من قبل الكرملين حول رؤيته لنهاية الحرب في أوكرانيا، بينما أوضح بيسكوف أن "جيشنا يبذل قصارى جهده لإنهاء هذه العملية".
وعبر بيسكوف عن أمله في "أن تصل هذه العملية خلال الأيام المقبلة في المستقبل المنظور إلى أهدافها، أو أن تنتهي عبر المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني".
كما اعتبر أن "الوضع يمكن حله عبر الطرق الدبلوماسية.. هذا سيعتمد بشكل كبير على اتساق الموقف الأوكراني وإلى أي مدى مستعدون لقبول شروطنا".
روسيا تعترف بوقوع خسائر "كبيرة"
على صعيد آخر، اعترف المتحدث باسم الكرملين لأول مرة منذ بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا، بوقوع خسائر "كبيرة" في صفوف القوات الروسية واصفاً ذلك بـ"المأساة".
وفي آخر تحديث لها قالت وزارة الدفاع الروسية في 25 مارس/آذار الماضي، إن 1351 جندياً روسيّاً قُتلوا منذ بدء الحملة وأصيب 3825، بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتس بعد ذلك بيومين، إن 10 آلاف جندي روسي على الأقل قُتِلوا.
لكن بيسكوف نفى بشكل قاطع أن تكون القوات الروسية ضالعة في ارتكاب جرائم بحق المدنيين، وزعم أن الصور المنتشرة لجثث القتلى في شوارع المدن الأوكرانية "وهمية"، لا سيما في مدينة بوتشا.
وحسب "روسيا اليوم" فقد أوضح بيسكوف أن "موسكو لا تعتبر العقوبات الاقتصادية المفروضة والضغط الممارس تهديداً وجودياً لروسيا.. نحن نعيش تحت العقوبات منذ عقدين من الزمن، ومعتادون على هذا الوضع، وبدأنا الاستعداد لهذه العقوبات منذ عام".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تعتبر انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو تهديداً وجودياً لها، مما قد يؤدي إلى "استخدام أسلحة نووية"، أجاب: "ماذا تقصد؟ المزيد من التوسع في حلف شمال الأطلسي؟ لا، لا أعتقد ذلك".
أضاف: "تخيل لو أن أحد أعضاء الناتو، أوكرانيا، يفكر في استرجاع شبه جزيرة القرم، ويهاجم روسيا والقرم، وبتطبيق المادة 5 من ميثاق الناتو، سيتعين على الدول الأعضاء في الحلف التي تمتلك أسلحة نووية، الدفاع عن أوكرانيا، وقد تندلع حرب عالمية ثالثة.. ما نفعله الآن هو حمايتنا من أي تهديد محتمل بمثل هذه الحرب".