فوض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فجر الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، كافة سلطاته الرئاسية لمجلس قيادة رئاسي جديد بقيادة رشاد العليمي، وهو وزير سابق ومستشار لهادي، في خطوة ساندتها السعودية، مما أزال بعض العقبات أمام الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، فيما رحبت المملكة بالخطوة الجديدة في اليمن، معلنةً تقديم دعم مالي عاجل للاقتصاد اليمني قدره 3 مليارات دولار.
الرئيس اليمني أعفى نائبه علي محسن الأحمر من منصبه أيضاً ونقل إلى المجلس صلاحيات، وفي خطاب بث على التلفزيون، قال هادي "ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
ويتألف المجلس الرئاسي وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية من ثمانية أعضاء وسيكون برئاسة رشاد العليمي وهو وزير سابق ومستشار لهادي. كما سيتسلم المجلس بالإضافة لصلاحيات الرئيس صلاحيات نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي أعفاه منصور من منصبه أيضاً كما سيضطلع المجلس بمهام "إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية".
ويضم المجلس الرئاسي شخصيات من المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد للانفصال عن شمال البلاد.
فيما كلف هادي أيضاً مجلس القيادة الرئاسي بـ"التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".
السعودية ترحب
من جهتها رحبت السعودية بقرار الرئيس اليمني نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي الجديد، وقررت تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار تتضمن ملياري دولار مناصفة بينها وبين الإمارات دعماً للبنك المركزي اليمني، وقالت أيضاً إنها ستقدم 300 مليون دولار لدعم استجابة الأمم المتحدة للأزمة الإنسانية في اليمن.
كما دعت الرياض لمؤتمر دولي لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي وتوفير المشتقات النفطية، وحثت مجلس القيادة الرئاسي اليمني على بدء التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي.
ويأتي الإعلان في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب الحوثيين الذين رفضوا إجراء حوار في السعودية.
من جانبه، استقبل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وأعرب الأمير الذي يتولى كذلك وزارة الدفاع منذ بداية التدخل العسكري لبلاده في اليمن، عن تطلعه "في أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية".
وفي إطار ترحيبها بالإعلان، أكدت السعودية في بيان على "دعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية".
وتقود المملكة تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة التي تخوض نزاعاً دامياً ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ودخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ مساء السبت، في بارقة أمل نادرة في الصراع الذي مزّق أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
"صفحة جديدة"
وبحسب المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري، فإن هذا "التحول هو الأكثر تأثيراً في الإجراءات الداخلية في التكتل المعادي للحوثيين منذ بداية الحرب"، ولكنه أشار إلى أن تطبيق بنود هذا الاتفاق سيكون "معقداً".
ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
فيما تسبّب النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين المدعومين من إيران منذ بدأ في منتصف 2014، بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، بينما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية يقدم الدعم لقوات الحكومة، على الأجواء اليمنية.