نجا الحاكم الإقليمي لمدينة ميكولايف الأوكرانية، فيتالي كيم، من قصف صاروخي روسي استهدف مقر عمله في وقت مبكر من يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، وذلك بعد أن تأخر في النوم عن موعد ذهابه المعتاد كل يوم، طبقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022.
فقد أصاب صاروخ روسي مقرَ المسؤول الأوكراني البارز الذي "أشرف بعزيمة ورباطة جأش على تنظيم دفاعات المدينة"، بحسب المصدر ذاته.
هذا الهجوم يشير إلى اشتداد سعي موسكو إلى الاستيلاء على المدينة؛ للمضي قدماً بعدها نحو مدينة أوديسا (أكبر موانئ أوكرانيا)، التي ستؤدي سيطرة القوات الروسية عليها إلى قطع وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود.
بينما قُتل في القصف الصاروخي، الذي يرجح أن الهدف منه كان حاكم المدينة، 12 شخصاً، أو يزيد، وجُرح 33 آخرون.
إلا أن المسؤول الأوكراني لم يصب بأذى، لأنه حينها لم يكن في مقر عمله حين تم القصف.
دمروا نصف المبنى
في معرض التعليق على الهجوم، قال كيم: "لقد دمروا نصف المبنى، وقصفوا مكتبي".
في ذلك المكتب، كان كيم يسجِّل مقاطع فيديو يسخر فيها من المحاولات الروسية للاستيلاء على مدينته.
فيما نجح المدافعون عن المدينة في التصدي خلال الأسابيع الماضية، لموجةٍ تلو موجة من هجمات القوات البرية الروسية والطائرات الحربية والمروحيات والصواريخ. وقد تسببت تلك الهجمات في مقتل مئات المدنيين والجنود ودمرت مباني سكنية ومدارس ومستشفيات.
في حين أوضحت خدمة الطوارئ في منشور على الإنترنت، أن عمال الإنقاذ، الذين يواصلون العمل في الموقع، أخرجوا المصابين من تحت أنقاض المبنى.
من جهتها، قالت مصادر عسكرية أوكرانية في بلدة فوزنيسينسك الواقعة شمال ميكولايف، إن رتلاً عسكرياً روسيّاً آخر اتجه نحو المدينة بعد هجوم الثلاثاء.
الموانئ الجنوبية بأوكرانيا
لكن الكولونيل أولكسندر لوبوس، من الجيش الأوكراني، قال في وقت مبكر من مساء الثلاثاء، إن قواته أوقفت الرتل العسكري الروسي، و"على أي حال، لم تكن دبابات الرتل وناقلات الجند المدرعة فيه مثل نظيرتها التي كانت لديهم في بداية الحرب. فقد كانت مركبات قديمة ومتهالكة، وطواقمها مرتبكة وخائفة وجزعة، وكثير من الجنود لم يعرفوا أنهم ذاهبون إلى أوكرانيا أو مقبلون على حرب أو لماذا يحاربون".
لوبوس أضاف: "لم ندمر مركباتهم كلها، وإنما دمرنا عدداً كبيراً منها، وهم عاجزون عن التقدم بعد الآن، ولن يَصلوا إلى ميكولايف".
يشار إلى أن القوات الروسية تهاجم الموانئ الجنوبية بأوكرانيا وضمنها خيرسون وأوديسا وميكولايف وماريوبول، في إطار محاولتها لعزل البلاد عن البحر الأسود وإنشاء ممر بري من روسيا إلى شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو في 2014.
وتصف روسيا ما تقوم به في أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح جارتها، وتنفي استهداف المدنيين ولم تعلّق على الضربة على ميكولايف.
في المقابل، تقول أوكرانيا والغرب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشن حرباً غير مبررة.