كشف مسؤولون إسرائيليون أن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس نقل رسالة صارمة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حضَّته على استنكار عملية بني براك، التي وقعت مساء الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022 في تل أبيب.
موقع The Times of Israel الإسرائيلي قال إنه بعد أقل من ساعة من تلقي الرسالة أصدر عباس إدانة لعملية إطلاق النار، وهي خطوة قلَّما يقدم عليها رئيس السلطة الفلسطينيية بعد عمليات من هذا النوع، ولم يفعلها عباس مع عمليتي بئر السبع والخضيرة اللتين وقعتا الأسبوع الماضي.
إذ قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت قد سعت إلى مجموعة من التدابير لتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قبيل شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ في أوائل أبريل/نيسان.
وشملت هذه التدابير زيادةً في تصاريح الدخول للمصلين من كبار السن للصلاة في المسجد الأقصى، وتمديد ساعات هذه التصاريح، وغيرها من الإجراءات التي قالت المصادر الإسرائيلية إنها ترمي إلى تيسير حركة الفلسطينيين، التي تكون مقيَّدة ومحدودة في العموم.
فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال زيارة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الحكومة الإسرائيلية ستزيد عدد تصاريح العمل لسكان غزة في إسرائيل بمقدار 8 آلاف تصريح، ليصل عدد التصاريح الإجمالي إلى 20 ألف تصريح.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال لموقع The Times of Israel إن هذه الإجراءات معرضة لخطر الإلغاء بعد عملية بني براك، وإن المخاطرة بإلغائها كانت أشد لو التزم عباس الصمت ولم يستنكر عملية إطلاق النار.
وقال مسؤول فلسطيني، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إنه من المستبعد أن يحصل رئيس السلطة الفلسطينية على دعم من الجمهور الفلسطيني لإدانة الهجوم، لا سيما أن هذا الجمهور لم يجنِ ثماراً من "المسار الدبلوماسي" الذي يمثله عباس، "وقد أقدم على إدانة الهجوم علناً، مع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يستنكر قط قتل المدنيين الفلسطينيين، وهو أمر يحدث كثيراً".
من جهة أخرى، فإنه من المقرر أن يسافر رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ إلى الأردن يوم الأربعاء 30 مارس/آذار، لمناقشة الجهود المبذولة لتخفيف التوترات في القدس قبل شهر رمضان، ولا يبدو أن عملية بني براك قد صرفته عن نيته، وبذلك يكون هرتسوغ رابع مسؤول إسرائيلي رفيع يسافر إلى الأردن هذا الشهر، بعد غانتس الذي التقى الملك عبد الله، ووزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الأمن العام عمر بارليف، الذي التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأسبوع الماضي.