مباشرة بعد الكشف عن هوية منفذ عملية بني براك، شرق مدينة تل أبيب، مساء الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، انطلقت الاحتفالات في بلدة يعبد القريبة من جنين، وتوجهت مسيرات إلى منزل الشهيد الفلسطيني ضياء حمارشة.
إذ تمكّن الشاب الفلسطيني ضياء حمارشة، صاحب الـ27 عاماً، من قتل 5 إسرائيليين، بعد عملية إطلاق نار نفّذها في مدينتي "بني براك" و"رمات غان" بتل أبيب، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تمكّنت من قتل حمارشة، الذي نفّذ عمليته مستخدماً دراجة نارية وسلاحاً رشاشاً.
من هو ضياء حمارشة
حسب تقارير محلية فقد ولد حمارشة عام 1995، وهو من بلدة يعبد، في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، وهو ينتمي لكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
كما أشارت شبكة "قدس" الإخبارية إلى أن ضياء حمارشة أسير محرر، كانت قد اعتقلته سلطات الاحتلال عام 2013، وقد منعته من دخول إسرائيل بعد خروجه من المعتقل.
بينما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن عملية تل أبيب تم التخطيط لها بالضفة، والإشارات تتجه نحو حركة الجهاد الإسلامي.
عقب عملية إطلاق النار، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلة حمارشة، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، تزامناً مع دعوات للتجمهر أمام منزل الشهيد.
رفض التسوية مع الاحتلال
تشير جولة سريعة على صفحة ضياء حمارشة، وفق موقع "قدس برس" الفلسطيني، إلى إيمانه بالمقاومة نهجاً لتحرير فلسطين، واشتياقه إلى لقاء الله؛ حيث تتزين صفحته في "الفيسبوك" بعبارة "من أحب لقاء الله؛ أحب الله لقاءه".
كما التقط حمارشة عشرات الصور خلال زياراته المتعددة إلى المسجد الأقصى المبارك، ما يدلل على مدى عشقه له، واستعداده للتضحية بروحه في سبيل نصرته.
فيما تعكس منشورات الشهيد رفضه لنهج التسوية مع الاحتلال، إذ كتب في منشور: "اللي باع 48 و67 ما رح تفرق معه باقي الأرض"، في إشارة إلى تخلي السلطة الفلسطينية عن 79% من أراضي فلسطين التاريخية.
كما كتب منتقداً فساد بعض المسؤولين وتفريطهم بالوطن، "في ناس قدمت أولادها للوطن، وفي ناس قدمت الوطن لأولادها".
ويقول جار الشهيد، الشاب محمود فتحي، إن "حمارشة منذ نعومة أظفاره يعشق المقاومة، وتشرّب حب الوطن، وكان يشارك في معظم جنائز الشهداء".
إشادة فلسطينية بعملية تل أبيب
تعقيباً على العملية البطولية، قالت حركة حماس إن العملية النوعية جاءت في إطار الرد على جرائم الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
أضافت على لسان القيادي فيها مشير المصري، أن شعبنا لا يمكن أن يقبل بالظلم والقهر الذي يمارسه الاحتلال بحق شعبنا في كل أماكن وجوده.
كما أوضح أن عملية تل أبيب تؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأنه شعب ثائر، والمراهنة على تدجين عقول الشباب تبوء بالفشل أمام هذا الجيل الثائر.
فيما اعتبر أن العملية جاءت رداً سريعاً على قمة الخزي والعار في النقب، لتؤكد أن هؤلاء لا يمكن أن يوجِدوا شرعية للاحتلال.
من جهتها، باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية إطلاق النار البطولية، مؤكدة أنها تأتي للتأكيد على استمرار المقاومة والتصدي للاحتلال بكل قوة ودونما أي تردد.
قالت الجهاد الإسلامي: "هذه العملية هي تأكيد للإصرار الفلسطيني على تدفيع الاحتلال ثمن عدوانه وإرهابه"، محمِّلةً الاحتلال كامل المسؤولية عما يرتكبه من جرائم.