أكد وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، أن حقل الدرة للغاز هو موضوع ثلاثي بين الكويت والسعودية وإيران في تصريحات قد تقلل من مخاوف طهران التي أبدت في وقت سابق انزعاجها من اتفاق سعودي كويتي بشأن استغلال الحقل، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في استغلال الحقل.
المسؤول الكويتي قال في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان إن هناك هواجس كويتية وخليجية في شأن الاتفاق النووي الإيراني، ونتمنى أن تتم مراعاتها.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يزور الكويت حالياً، إن "من مصلحتنا جميعاً أسعار مستقرة للنفط ومن مصلحة الدول المنتجة أيضاً".
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الكويتي بعد أن قالت طهران في وقت سابق إن "حقل الدرة للغاز هو حقل مشترك بين دول إيران والكويت والسعودية"، وأضافت: "هناك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت. تحتفظ الجمهورية الإسلامية لنفسها كذلك بالحق في استغلال حقل الغاز".
يُشار إلى أن حقل الدرة هو حقل غاز قديم يعود اكتشافه إلى ستينيات القرن الماضي في الخليج العربي، ويعرف باسم "حقل الدرة"، ويقع في المنطقة المغمورة بين السعودية والكويت، وكانت إيران تنازع للحصول على جزء منه، وذلك لموقعه الحدودي.
اتفاق الكويت والسعودية حول حقل الدرة
ويأتي تعليق طهران بعد أن وقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ونظيره الكويتي محمد الفارس، في الكويت، وثيقة لتطوير حقل غاز الدرة في الخليج.
إذ قالت مؤسسة البترول الكويتية، في بيان، إن حقل الدرة من المتوقع أن ينتج مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي، و84 ألف برميل يومياً من المكثفات، وسيجري تقسيم الإنتاج بالتساوي بين الشريكين.
فيما كشف البيان أن الوثيقة تنص على أن تقوم شركة عمليات الخفجي المشتركة، وهي مشروع مشترك بين أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج، بالاتفاق على اختيار استشاري "يقوم بإجراء الدراسات الهندسية اللازمة لتطوير الحقل".
واستقبل ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الإثنين الماضي، وزير الطاقة السعودي، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الكويت. وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن كلاً من وزير النفط الكويتي والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية حضرا الاجتماع.
وقال بيان مؤسسة البترول الكويتية إن هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لمذكرة التفاهم التي وقَّعتها الكويت والسعودية، في ديسمبر/كانون الأول 2019 "والتي تضمنت العمل المشترك على تطوير واستغلال حقل الدرة".
الصراع حول حقل الدرة للغاز
ويعد الحقل المتنازع عليه مخزناً منتظراً لإنتاج الغاز، إلا أن موقعه الذي يقع في منطقة حدودية عطل إنتاجه منذ تاريخ استكشافه في ستينيات القرن العشرين.
فيما يسميه الإيرانيون حقل آرَش، ويقع ثلث الحقل الشمالي في المياه الإيرانية، وثلث في المياه الكويتية، والثلث الجنوبي في مياه المنطقة المشتركة الكويتية-السعودية.
وقد أصبح محل نزاع بين الكويت وإيران منذ إعلان الأخيرة مشروع تطويره عام 2015، لكن دون أن تنفذ أي خطوة بالمشروع، وفي 2016 سعت إيران منفردة إلى تطوير الحقل، ما أثار مشكلة دبلوماسية بين إيران والكويت.
ولحقل الدرة أهمية استراتيجية كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، تكمن أهميته باعتباره مخزناً منتظراً لإنتاج الغاز، ويقدر خبراء كميته بنحو 11 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، إضافة إلى أكثر من 300 مليون برميل نفطي.