تعتزم ألمانيا، التي قررت إثر الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الاستثمار بشكل كبير في المجال الدفاعي، حيازة منظومة إسرائيلية مضادة للصواريخ، وفق ما أفادت صحيفة "بيلد" الألمانية، الأحد 27 مارس/آذار 2022.
تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في حدوث انقلاب تاريخي بالسياسة الألمانية، وأعلن شولتز في 27 فبراير/شباط الماضي، بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم الروسي، تخصيص مبلغ مئة مليار يورو لتحديث الجيش الألماني، وتحقيق هدف تجاوز النفقات العسكرية نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
حيازة ألمانيا درعاً صاروخياً إسرائيلياً
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن الصحيفة الأكثر انتشاراً في ألمانيا، أن القرار لم يُتخذ رسمياً بعدُ، إلا أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتز، وهو الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم، مؤيّد لفكرة حيازة هذه الدرع الصاروخية.
بينما قال مقرر ميزانية الدفاع في مجلس النواب الألماني (البوندستاغ)، أندرياس شفارتز، للصحيفة "علينا أن نحمي أنفسنا بشكل أفضل من التهديد الروسي، لذلك نحن بحاجة بشكل سريع إلى درع صاروخية على نطاق ألمانيا".
كما أضاف المسؤول الألماني أن "المنظومة الإسرائيلية Arrow 3 هي حلّ جيّد". وهذه المنظومة المضادة للصواريخ مخصصة لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى.
بحسب صحيفة "بيلد"، يبلغ ثمن هذه المنظومة المستوحاة من نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي للدفاع الصاروخي حوالي ملياري يورو، وقد تصبح جاهزة للاستخدام اعتباراً من العام 2025، في ثلاثة مواقع في ألمانيا. وستكون الدرع قوية بما فيه الكفاية لحماية بولندا ورومانيا ودول البلطيق أيضاً.
بينما تابع شفارتز قائلاً: "يمكننا توسيع القبة الحديدية إلى أجواء الدول المجاورة لنا، وبالتالي فإننا سنلعب دوراً رئيسياً في سبيل (الحفاظ) على أمن أوروبا".
شراء عشرات المقاتلات الأمريكية
قبل أسبوعين، قال مصدران حكوميان في ألمانيا، إن برلين ستشتري طائرات مقاتلة من طراز إف-35، من صنع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، لتحل محل طائرات تورنيدو العتيقة، وأشار أحد المصادر إلى أن ألمانيا تهدف لشراء ما يصل إلى 35 طائرة من هذا الطراز.
وكالة رويترز أشارت إلى أن مصدراً في وزارة الدفاع الألمانية كان قد أبلغها، بداية فبراير/شباط 2022، أن ألمانيا تميل لشراء الطائرة إف-35، غير أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن بعد.
تعد تورنيدو الطائرة الألمانية الوحيدة القادرة على حمل قنابل نووية أمريكية من القنابل المخزنة في ألمانيا في حالة نشوب صراع، غير أن هذه الطائرة تعمل بسلاح الجو الألماني منذ الثمانينات، وتنوي برلين التخلص منها تدريجياً في الفترة بين 2025 و2030.
سيكون شراء الطائرة إف-35 ضربةً لشركة بوينغ، التي كانت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة آنجريت كرامب كارينباور تفضل أن تحل طائرتها إف-18 محل طائرات تورنيدو.
كذلك قد يثير القرار قلق فرنسا، التي تخشى أن تقوض الصفقة تطوير مقاتلة فرنسية ألمانية مشتركة، وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد أيد قبل أسبوعين البرنامج المشترك مع باريس.
يأتي حديث المصدرين الألمانيين حول نية برلين شراء الطائرات الأمريكية، في وقت يتزايد فيه التوتر بين روسيا والغرب، بسبب الهجوم على أوكرانيا، والذي أثار مخاوف دول غربية، ودفعها إلى التوجه نحو مزيد من التسلح.