قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته يوم الخميس 24 مارس/آذار 2022 إن وثيقة مسربة كشفت أن الصين أوشكت على تنفيذ خطوةٍ لطالما أرادتها منذ أمد طويل، وهي إقامة قاعدة عسكرية لها في جزر سليمان على بعد 1609 كيلومترات من البر الرئيسي لأستراليا.
الصين بهذه القاعدة العسكرية الجديدة، تريد أن يكون لها موطئ قدم راسخ في المحيط الهادئ. وبطبيعة الحال، أثارت الوثيقة ومحتواها قلقاً شديداً في أستراليا.
صفقة سرية بين بكين وجزر سليمان
في معرض التعليق على الوثيقة التي يبدو أنها تتضمن صفقة سرية أُبرمت بين بكين وجزر سليمان، قالت كارين أندروز، وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية: "هذا فِناء بلادنا الخلفي، ومنطقتنا المجاورة، لذا فنحن أولى الناس بالقلق من أي نشاط يحدث في جزر المحيط الهادئ".
في سياق موازٍ، تُمكِّن الاتفاقية قوات الشرطة الصينية والجيش، و"غيرها من قوات إنفاذ القانون والقوات المسلحة"، من الانتشار في جزر سليمان، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء قاعدة بحرية.
يذكر أن جزر سليمان تقع على بعد نحو 1609 كيلومترات إلى الشرق من أقصى الطرف الشمالي لأستراليا، ويبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة.
نشر نسخة من اتفاقية الصين وجزر سليمان
من جانبها، نشرت الدكتورة آنا باولز، المحاضرة البارزة في مادة الأمن الدولي في جامعة ماسي النيوزيلندية، يوم الخميس 24 مارس/آذار 2022، نسخةً مسربة من الاتفاقية على وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث أوضحت باولز أن الوثيقة لم يجر التحقق منها بعد، لكنها قالت إنه إذا ثبت أن الاتفاقية حقيقية، فإن ذلك يستدعي القلق الشديد. وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية في وقت لاحق أن الوثيقة حقيقية، وأن الحكومة الأسترالية على علم بالاتفاقية منذ أسبوعين.
جاءت المسودة غير المؤرخة للاتفاقية تحت عنوان "اتفاقية إطارية" بشأن "التعاون الأمني بين حكومة جزر سليمان وجمهورية الصين الشعبية"، وتنص على السماح للسفن الصينية بـ"استخدام جزر سليمان من أجل الصيانة والتحميل، والرسو فيها، والإبحار منها"، بيد أنها لم تحدد طبيعة السفن، وقد أرفقت الدكتورة باولز المسودة بتعليق موجز، قالت فيه: "هل هي قاعدة؟".
الاتفاقية باب خلفي للصين
من جانب آخر، قال روري ميدكالف، رئيس كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، لصحيفة The Australian Financial Review، إن الاتفاقية إذا كانت حقيقية، فهي باب خلفي للصين إلى تأسيس قاعدة عسكرية لها في المحيط الهادئ، ومدخلٌ إلى حضور مسلح على أراضي جزيرة سليمان.
لطالما خشيت أستراليا ونيوزيلندا أن تتفق بكين مع إحدى الدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادئ على إنشاء قاعدة لها والتمكين لموطئ قدم لسفنها الحربية، مقابل بعض الدعم والمساعدات لتلك الدول.
فيما تقضي الاتفاقية المسربة أيضاً بأن الصين يمكنها- بطلبٍ من جزر سليمان- إرسال أفراد شرطة وجيش مسلحين للحفاظ على النظام في المجتمع، وتقديم المساعدة الإنسانية، والمعاونة في حالات الكوارث.
كما تحتوي الاتفاقية أيضاً على بندٍ للحفاظ على السرية ينص على عدم إفصاح أي من الحكومتين عن "معلومات التعاون بينهما" ما لم تتفقا على ذلك.