صرَّح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة 25 مارس/آذار 2022، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستزود الاتحاد الأوروبي بمزيد من الغاز الطبيعي المسال، والذي سيساعد على تقليل اعتماد الاتحاد على إمدادات الغاز الروسية.
وذكر بايدن في بيان رسمي أن الطرفين "اتفقا اليوم على خطة مشتركة لتحقيق هذا الهدف، مع تسريع تقدمنا نحو مستقبل آمن للطاقة النظيفة".
وأضاف بايدن: "تركز هذه المبادرة على قضيتين أساسيتين إحداهما تساعد أوروبا على تقليل اعتمادها على الغاز الروسي بأسرع ما يمكن، والثانية تتعلق بتقليل الطلب الأوروبي على الغاز بشكل عام".
اقرأ أيضاً
قرارات مكلفة
في سياق متصل، قال بايدن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاستقلال عن الغاز الروسي سيكون مكلفاً لأوروبا، لكنه مسار استراتيجي أفضل، بحسب ما نشر موقع البيت الأبيض.
وأوضح أن الاستقلال "ليس صواباً من وجهة النظر الأخلاقية فحسب، بل سيضعنا على مسار استراتيجي أفضل بكثير".
كما أضاف أن أمريكا ستتعاون مع الاتحاد الأوروبي لضمان استقلاله في مجال الطاقة، وخفض التعويل على الغاز الروسي بشكل خاص، والغاز الطبيعي بشكل عام؛ عن طريق الاعتماد على المصادر النظيفة للطاقة.
جاء ذلك ضمن جولة بايدن في أوروبا، والتي تضمنت مشاركته في قمة طارئة لقادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لبحث تبعات الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
اقرأ أيضاً
تشكيل فريق عمل مشترك
كما تم الإعلان عن تأسيس فريق عمل مشترك من الطرفين، لتنفيذ الخطة التي تم الاتفاق عليها، وسيتم تشكيلها من ممثل من البيت الأبيض، وممثل آخر من المفوضية الأوروبية.
سيعمل الفريق المشترك على تأمين استعدادات الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا خلال الشتاء القادم والذي يليه، مع التركيز على تحقيق هدف الاتحاد بالتخلي عن الوقود الروسي.
وسينظم الفريق جهوده ضمن هدفين رئيسيين؛ هما تنويع مصادر الغاز المسال لأوروبا، ضمن أهداف الاتحاد لحماية البيئة، والهدف الثاني هو تقليل الطلب الأوروبي على الغاز بشكل عام.
بدائل الغاز الروسي
سيعمل الفريق على تأمين ما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب من الغاز المسال في عام 2022، مع محاولة رفع هذا الحجم مستقبلاً.
بينما استهلكت أوروبا 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي خلال عام 2021، ما يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يوفروا إلا أقل من 10% من احتياجات روسيا من الغاز، مقارنة بعام 2021.
لكن الفريق سيعمل لإيصال 50 مليار متر مكعب من الغاز المسال الأمريكي، وذلك بحلول عام 2030 على الأقل، لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية تصدر ثلث احتياجات الغاز الأوروبي، مقارنة بأرقام عام 2021.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي سعى منذ زمن للتخلي عن اعتماده على الغاز الروسي، لمنع استغلال روسيا لـ"سلاح الطاقة" ضدها، ولتشديد خناق العقوبات على روسيا.
علماً أن الاتحاد الأوروبي يستورد أكثر من 40% من احتياجاته من الغاز من روسيا، كما يستورد ما يقارب ربع احتياجاته من النفط من روسيا.