وجَّه القضاء الفرنسي اتهامات في قضية الاتجار بآثار منهوبة من دول في الشرقين الأوسط والأدنى تشهد اضطرابات سياسية وحروباً، إلى ألماني لبناني يملك معرضاً للتحف، ووضعته قيد التوقيف الاحتياطي، حسب ما أفاد مصدر قضائي الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022 وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح المصدر أن تهم "الاحتيال ضمن عصابة منظمة وتشكيل عصابة إجرامية وتبييض أموال ضمن عصابة منظمة" وجهت إلى الرجل الذي كان مطلوباً بموجب مذكرة توقيف أوروبية.
فيما أشارت صحيفة "Le Canard enchaine" التي نشرت خبر تسليمه لفرنسا، إلى أن المشتبه به الأربعيني يملك معرضاً في مدينة هامبورغ الألمانية.
وأوردت الصحيفة الساخرة أن الهيئة المركزية لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية تركّز في التحقيق الذي تتولاه على معرفة ظروف حصول متحف اللوفر في أبوظبي، من خلال صاحب المعرض الألماني اللبناني، على خمس قطع أثرية أخرجت بشكل غير قانوني من مصر و"تبلغ قيمتها عشرات الملايين من اليوروهات".
يشار إلى أنه في وقت سابق وُجهت التهم نفسها إلى الخبير فرنسي بآثار المتوسط، كريستو كونيكي وإلى زوجه، ريشار سمبير، بعد انتهاء فترة حبسهما على ذمة التحقيق ثم تخليتهما مع مراقبة قضائية.
ويشتبه في أن المتهمين وهما من الشخصيات المحترمة في أوساط الآثار في العاصمة الفرنسية قاما بـ "غسل" قطع أثرية منهوبة في دول عدة شهدت عدم استقرار سياسي منذ 2010 والربيع العربي خصوصاً مصر، فضلاً عن ليبيا واليمن وسوريا.
إذ قالت مصادر مطلعة على الملف يومها إن هذا الاتجار شمل مئات القطع بقيمة عشرات ملايين اليوروهات كذلك أفرج وقتها عن ثلاثة مشتبه فيهم آخرين من دون أن توجه إليهم أي اتهامات حتى الآن.
وكونيكي خبير في آثار منطقة المتوسط وعضو في جمعية المصريات الفرنسية، وسبق أن ورد اسمه مع اسم زوجه في قضية ناووس سرق من مصر في العام 2011.
وقد مر الناووس القديم عبر دبي إلى ألمانيا ومنها إلى باريس، وقد باعه كونيكي إلى متحف "متروبوليتان" العام 2017 بسعر أربعة ملايين دولار وكان هذا الناووس القطعة الرئيسية في معرض للمتحف النيويوركي. وقد أعيد رسمياً إلى مصر العام 2019 بعد تحقيق أثبت أنه نُهب خلال الثورة على نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
فيما أثار إعلان فتح تحقيق أولي في يوليو/تموز 2018 ضجة في أوساط سوق الأعمال الفنية وتجار التحف في باريس التي تُعتبر أحد أهم المراكز العالمية في هذا القطاع.