أشاد جنرال كبير في سلاح الجو الأمريكي بالطائرة الصينية J-20 الشبحية من الجيل الخامس، بعد أول لقاء لها مع طائرة F-35 الشبحية الأمريكية، حيث استغلت صحيفة جلوبال تايمز الصينية تعليق الجنرال كينيث ويلسباخ، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، لتزعم أن المقاتلة الصينية J-20 تتفوق على نظيرتها F-35 الأمريكية. فما هي طائرة J-20 الشبحية الصينية، وهل تتفوق بالفعل على إف-35 التي تصنف كأقوى مقاتلة شبحية في العالم؟
ما هي طائرة J-20 الشبحية الصينية؟
تعرف هذه الطائرة الشبحية باسم تشنغدو جيه-20 ويطلق عليها الصينيون لقب "التنين الجبار"، وقد طورتها شركة تشنغدو لصناعة الطائرات الصينية لحساب القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLAAF).
وجي-20 طائرة مقاتلة شبحية متعددة المهام مصممة للقيام بمهام هجومية أرضية حتى في البيئات الصعبة، حيث تسمح لها أجنحتها الشبحية بالوصول إلى ارتفاعات أعلى بسرعات تفوق سرعة الصوت.
وقامت طائرة J-20 برحلتها الأولى في 11 يناير/كانون الثاني 2011، وتم الكشف عنها رسمياً في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء 2016. وتم إدخال الطائرة إلى الخدمة في مارس/آذار 2017، وبدأت مرحلة التدريب القتالي في سبتمبر/أيلول 2017. وتم تشكيل أول وحدة قتالية من طراز J-20 في فبراير/شباط 2018.
في يوليو/تموز من عام 2020، دخلت الطائرة الصينية الشبحية J-20 مرحلة الإنتاج الكمي، لتدشن رسمياً انضمام بكين إلى نادي ذوات الطائرات الشبحية من الجيل الخامس والذي يضم الولايات المتحدة وروسيا فقط.
واعتباراً من عام 2021، قالت الصين إنها نجحت ببناء 150 مقاتلة شبح من طراز J-20. وتعتبر J-20 هي الطائرة المقاتلة الشبح الوحيدة من الجيل الخامس العاملة في العالم باستثناء الطائرات الأمريكية F-22 Raptor وF-35 Lightning II وSu-57 الروسية.
حول تصميمها، يقول الروس إن الصينيين استلهموا الكثير في J-20 من مشروع مقاتلة سوفييتية من الجيل الخامس تم طرحه في عام 2000. وقال دميتري دروزدينكو، المسؤول بإحدى المؤسسات الإعلامية الروسية العسكرية، في تصريح سابق لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن طائرة J-20 "مبنية على مشروع MiG 1.44 الذي لم يكتمل، وهو المشروع السوفييتي المنافس لمشروع الطائرة سوخوي PAK FA التي خرج منها مشروع الطائرة الروسية الشبحية سوخوي 57".
ويضيف: "الطائرة الصينية متشابهة للغاية مع MiG 1.44، على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن ذلك رسمياً، كما أن الطائرة J-20 تستخدم محرك AL-31F، الذي طورته شركة Salut، والذي اشتراه الصينيون مقابل نصف مليار دولار، وقاموا بتحسينه محلياً".
ولاحظ المحللون العسكريون أن أنف ومظلة J-20 يستخدمان تصميماً يوفر قدرات شبحية مماثلة للطائرة الأمريكية الـF-22؛ مما يؤدي إلى أداء مميز مماثل بالأمام، في حين أن فوهات المحرك الجانبية والمحورية المتناظرة قد تعرّض الطائرة للانكشاف من قِبَل الرادارات.
وبحسب تقرير سابق لمجلة ناشونال إنترست الأمريكية، هناك معلومات محدودة حول مجموعة أجهزة الاستشعار الخاصة بالطائرة J-20. ويعتقد أنها مزودة برادار AESA، كما يوجد مستشعر بصري كهربائي، وست فتحات بصرية كهربائية على الأرجح، تشكل نظام الكشف السلبي.
ومن المحتمل جداً أن تكون الطائرة مجهزة بجيل جديد من روابط تبادل البيانات وتدابير الدعم الإلكتروني ومجموعة الحرب الإلكترونية التي تناسب بشكل قياسي، مقاتلات الجيل الخامس الأخرى في العالم. لكن ما زال هناك افتقار إلى أي مصادر مستقلة حول مستشعرات الطائرة وإلكترونيات الطيران بها وقدرات التخفي.
كيف كان أول لقاء بين طائرتي جي-20 الصينية وإف-35 الأمريكية؟
وصفت صحيفة جلوبال تايمز الصينية في تقرير لها يوم 17 مارس/آذار 2022، حادثة طارت فيها مقاتلات J-20 وF-35 على مقربة من بعضها البعض خلال التدريبات الصينية في المنطقة؛ حيث ذكرت جلوبال تايمز أن الجنرال ويلسباخ، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، قال إن الطيارين الأمريكيين "أعجبوا بالطائرة J-20 الصينية"، وذلك خلال حدث عبر الإنترنت تم بثه على يوتيوب.
وقال ويلسباخ: "لقد اقتربنا نسبياً من طائرات J-20 الصينية جنباً إلى جنب مع طائراتنا من طراز F-35 في بحر الصين الشرقي مؤخراً، ونحن معجبون نسبياً بالقيادة والسيطرة الخاصة بالطائرة J-20". وأضاف ويلسباخ أن الطيارين الصينيين كانوا "يقودون طائرات J-20 بشكل جيد، كما نقلت الصحيفة الصينية.
لم يكشف الجنرال كينيث ويلسباخ، قائد القوات الجوية في المحيط الهادئ، عن موعد أو ما إذا كانت مواجهة F-35 / J-20 قد وقعت. ومع ذلك، ناقش بإيجاز وظيفة المقاتلة الشبح الصينية الجديدة في تفاعل نادر.
يقول: "من المبكر قليلاً أن نقول ما ينوون فعله مع J-20، لذلك كل ما رأيناه في الواقع هو التفوق الجوي، لكننا نلاحظ أنهم يحلقون بها بشكل جيد، ونحن معجبون نسبياً بالقيادة والتحكم المرتبطين بـ J-20".
مع ذلك، تقول مجلة national interest الأمريكية إن تعليقات ويلسباخ عادية، حيث غالباً ما يناقش كبار مسؤولي القوات الجوية والبنتاغون المشاركون في جهود التحديث القدرات التكنولوجية للأنظمة الصينية. وهذا لا يشير بأي حال من الأحوال إلى أن الطائرة الصينية J-20 تتفوق في الواقع على طائرة F-35 أو تنافسها، كما تقول المجلة الأمريكية.
بصرف النظر عن التكوين الخارجي المرئي للطائرة J-20 وتقارير الصحافة الصينية حول محركها القوي المُصمم محلياً، لا يُعرف الكثير عن أنظمة مهام الطائرة أو الحوسبة أو أجهزة الاستشعار أو واجهات الأسلحة.
وقد يشير شكل أجنحتها وتصميم الطائرة المستدير إلى أن شكلها الخارجي الخفي "يقلد" شكل طائرتي F-35 أو F-22 الأمريكيتين، كما تقول ناشيونال إنترست. ومع ذلك، وبعيداً عن خصائص التخفي الظاهرة، فمن المحتمل العثور على أي هامش اختلاف حقيقي بين الطائرتين الشبحيتين الصينية والأمريكية، في متغيرات تكنولوجية أقل وضوحاً، بما في ذلك نطاق الاستشعار وأنظمة معالجة البيانات، والأسلحة الدقيقة.
إذا كان تعليق الجنرال ويلسباخ حول قدرة J-20 على المناورة باستخدام نظام قيادة وتحكم فعال دقيقاً، فإنه يقدم معلومات جديدة حول عناصر J-20 مثل مهام وأنظمة الحوسبة الخاصة بالطائرة، لكن في الوقت نفسه، من المهم ملاحظة أنه حتى لو كان الجنرال الأمريكي معجباً بالطائرة J-20، فإنه لم يتحدث عما إذا كان يعتقد أن طائرات الجيل الخامس الصينية تشبه طائرة F-35 في قدراتها أو تتفوق عليها.
كيف يمكن المقارنة بين طائرة جي-20 الشبحية الصينية مع نظيرتها الأمريكية إف-35؟
تقول مجلة ناشونال إنترست، إن طائرة J-20 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس على قدم المساواة مع مقاتلات Lockheed F-22 Raptor وF-35 Lightning متعددة المهام. ولكن عادةً ما تتم مقارنتها بـF 35، لأن الـF 22 تعتبر طائرة استثنائية في قدراتها، كما أن القوات الأمريكية أوقفت إنتاجها؛ لأنها باهظة التكلفة.
تم تصميم J-20، لتعزيز القدرة على المناورة، ولتزويد الصين بمجموعة متنوعة من خيارات القتال الجوي غير المتوافرة سابقاً. وتقول مصادر وزارة الدفاع الأمريكية، إن الصين تعتبر تقنية التخفي مكوناً أساسياً في تحويل قوتها الجوية من "قوة جوية إقليمية في الغالب إلى واحدة قادرة على القيام بكل من العمليات الهجومية والدفاعية".
ويعتقد أن طائرة J-20 مزودة بأنظمة فرعية وتقنية تقليل التوقيع الميداني التي تلبي بشكل جماعي، التصنيف المقبول دولياً لطائرة من "الجيل الخامس". وقال الجنرال ديفيد جولدفين، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، إن المقاتلات في عصر المعلومات مثل طائرة J-20، مصممة للارتباط بشبكات الدفاع الوطنية، التي تمكّن هذه المقاتلات المتطورة من الوصول إلى المعلومات في الوقت الحقيقي والتي توفرها الأقمار الصناعية والمركبات الجوية من دون طيار.
ونتيجة لذلك، يجب تقييم طائرة J-20، مثل F-35، كجزء من "عائلة أنظمة" بدلاً من طائرة قائمة بذاتها. وتختلف الآراء حول نقاط القوة النسبية لـJ-20 كمقاتلة تفوُّق جوي (جو-جو) أو طائرة قصف جوي (جو-أرض).
بغض النظر عن هذا الغموض، وبالنسبة إلى أي الطائرتين ستكون أفضل في قتال جوي تلاحمي، يقول محلل الدفاع الأسترالي مالكولم ديفيس، إنه يميل نحو طائرة F-35 أكثر من J 20.
ويضيف ديفيس لمجلة ناشونال إنترست الأمريكية أن طائرة F-35 أفضل في تكامل البيانات، ولديها القدرة على جمع مصادر متعددة للمعلومات والعمل كعقدة في شبكة تبادل المعلومات المرتبطة بها.
ويتابع: "في قتال تقليدي بين F-35 وJ-20، من الصعب معرفة من يتفوق، لكن F-35 لديها ميزةٌ أفضل في التخفي والوعي بساحة المعركة، أما الطائرة J-20 أسرع وذات مدى أطول وحمولة كبيرة". وقال ديفيس، الذي يعد كبير المحللين في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، إن السؤال لم يكن بسيطاً: "خلاصة القول هي… أعتقد أنه من السابق لأوانه القول مَن المتفوق منهما".
في المقابل، قال فو تشيانشاو، خبير الدفاع الجوي الصيني، لصحيفة "آسيا تايمز"، إنه يعتقد أن طائرة J-20 هي الآن أكثر تعقيداً من طائرة F-35 الأمريكية.
ويعتبر تشيانشاو أن برنامج F-35 الأمريكي أغلى مشروع في العالم، وربما هو الخطأ الأكبر بتاريخ الجيش الأمريكي.
ولكن على الرغم من هذه الادعاءات، أعطى الطيارون العسكريون الأمريكيون مراجعات حماسية لطائرة F-35، مدَّعين أنها توفر إدراكاً استثنائياً لظروف المعركة. ويقول بعض الخبراء إن طلعة جوية من طائرات F-35 ستهلك أي شيء داخل مسرح العمليات.