بعد المشاكل التي تعرضت لها مجموعة "إعلام المصريين" في الأعوام الماضية بسبب الانفراد واحتكار السوق الإعلامي والدرامي، في موسم رمضان بشكل خاص، بدأت الشركة في انتهاج سياسة جديدة، بدأت منذ نهاية رمضان الماضي.
فقد تحولت المجموعة من "إعلام المصريين" إلى "الشركة المتحدة"، وذلك بعدما ضمت في كنفها مجموعة من شركات الإنتاج الأخرى، لتفتح مجالاً أكبر للشركات للإنتاج ولكن تحت مظلتها.
خطوات جدية..
وبعدما كانت الشركة تحقق خسائر في الأعوام الماضية قررت اتخاذ خطوات جدية لعلاج الأمر، وأول تلك القرارات كان تقليل عدد المسلسلات المنتجة، فقد كانت مجموعة إعلام المصريين تنتج كل عام ما لا يقل عن 23 مسلسلاً، ولكن هذا العام اكتفت الشركة المتحدة بـ14 مسلسلاً فقط، في خطوة لترشيد الإنفاق والتركيز على الكم وليس الكيف.
والخسارة التي مُنِيت بها الشركة نابعة من فكرة أنها تسيطر على أغلب القنوات الفضائية، إلى جانب الإنتاج، فحين تعرض المسلسلات على القنوات التي تملكها لا تحقق المكسب المفترض، إذ إنها تعرض على قنوات تابعة لها أيضاً، لذا يقتصر المكسب على الإعلانات فقط، ما سبب لها مكاسب كبيرة، وضمت قائمة المسلسلات التي أنتجتها والمفترض أن تعرضها في رمضان 2022..
- الكبير أوي 6.
- الاختيار.
- العائدون.
- المشوار.
- جزيرة غمام.
- دايماً عامر.
- راجعين يا هوى.
- سوتس.
- ملف سري.
- يوتيرن.
- أحلام سعيدة.
- فاتن أمل حربي.
- مكتوب عليا.
- في بيتنا روبوت.
وخلال الأيام الماضية قررت الشركة المتحدة، التي تسيطر على 90% من الإعلام المصري (قنوات فضائية ومواقع إلكترونية)، أن تقوم بتوفير التغطية الإعلامية فقط لأعمالها الدرامية، وذلك لتوفير المناخ العام للتركيز على مسلسلاتها فقط والعمل على إنجاحها.
وتم توزيع قائمة بالأعمال الدرامية التي تنتجها الشركة على جميع قنواتها ومواقعها للعمل على الاهتمام بتلك الأعمال الدرامية فقط، حيث لن تقوم الشركة بتوفير تغطية إعلامية لأعمال منافسة، خاصة تلك التي تُعرض على قنوات MBC والتي تقوم المجموعة السعودية باتباع نفس الأسلوب معها، حيث تتم التغطية وعمل دعاية لأعمالها فقط.
وفي خطة المجموعة المتحدة خلال السنوات القادمة أن يتم الحفاظ على هذا العدد من المسلسلات أو خفضه قليلاً، وذلك سيكون حسب انضمام أو انسحاب الشركات من المجموعة خلال الفترة القادمة.
وعلى جانب آخر اتخذت الشركة خطوات جديدة لتنشيط منصة Watch it التي تملكها وتحاول جذب الجمهور لها منذ سنوات ولكن بدون نتيجة، حيث منحت المشتركين في المنصة أكثر من حساب لنفس المشترك، وعرض جميع مسلسلات الشركة المتحدة عليها، وتتم مناقشة مقترح خلال الأيام الماضية بعرض حلقات المسلسلات على المنصة قبل عرضها على شاشة التلفزيون، ولكن القرار لم يتم اتخاذه.
عن شركة المتحدة..
ورغم عمرها القصير، نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في أن تصبح محط الأنظار في مصر، بعدما هيمنت على سوق الإعلام الخاص، بجانب الإنتاج الدرامي، طوال الأعوام الأربعة الماضية، قبل أن تنفجر قنبلة الاحتكار في وجه تامر مرسي رئيس مجلس إدارة الشركة السابق، ويتم إقصاؤه من منصبه لصالح رجل البنوك حسن عبد الله، على أن يشغل مرسي منصباً أقل درجة عبارة عن عضو بمجلس إدارة الشركة ضمن 5 أعضاء آخرين.
قصة الصعود المبهر والسريع للشركة المتحدة لا يعرف الكثيرون تفاصيلها، وربما انشغلوا بقصص الفضائح والفساد المالي في أروقتها، التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من وقت لآخر، دون سبب واضح لخروج هذه التفاصيل للعلن بهذا الشكل.
كما أن كثيرين أيضاً لا يعرفون أن الشركة التي تستولي تقريباً على مقدرات الإعلام والدراما في مصر خلال السنوات الأخيرة، هي وريثة مجموعة إعلام المصريين التي اندرجت تحتها في كيان لا يعرف أحد أبعاده بوضوح.
ليس هذا فقط بل إن مؤتمر الشركة الذي عقد يوم السبت 29 مايو/أيار وما تبعه من تغيير قيادات الشركة والإعلان عن الهيكل الكامل للشركة، وما تبعه من الإعلان عن عقد شراكة مع مجموعة MBC السعودية، يفتح الباب لعهد جديد للشركة التي يبدو أنها تريد التحرر من فكرة كونها شركة المخابرات الغامضة وتبدأ في الانفتاح وتكوين الشركات في مجال الإعلام والإنتاج الفني.
استحوذت الشركة على قنوات DMC التابعة للمخابرات الحربية، وقنوات الحياة والعاصمة واستمرت في التوسع حتى صار لديها 46 شركة وكياناً إعلامياً وإنتاجياً، بحسب ما أعلن في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة المتحدة يوم السبت 29 مايو/أيار.
خلال السنوات الثلاث التي تولى فيها تامر مرسي إدارة المجموعة، تم إنشاء الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتكون وعاء أكبر- حسبما يفترض- يضم مجموعة إعلام المصريين وغيرها من الشركات، لكن هذا الأمر لم يتضح في الهيكل الإداري للشركة، فبقي الأمر وكأن الشركة المتحدة هي مسمى موازٍ لنفس الكيان الذي يطلق عليه إعلام المصريين، أو بمعنى آخر بدا الأمر وكأن شركة واحدة تحمل اسمين.