أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جبال البرانس الفرنسية والتي تحولت من جبال ثلجية إلى صحراء بسبب العاصفة الرملية التي قدمت من الصحراء الكبرى وضربت دول المغرب العربي وفرنسا وإسبانيا والبرتغال.
إذ وجد المتزلجون على الجليد ممرات باللونين الأبيض والبني في محطة التزلج بياو إنغالي في جبال البرانس. وقالت وكالة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي، وفقاً لما نشره موقع يورو نيوز إن العاصفة نتج عنها صعوبة التنفس في أجزاء كبيرة من إسبانيا، وزادت من ساعات عمل فرق النظافة في فرنسا والبرتغال لإزالة طبقة الغبار من على السيارات والمباني.
واستيقظ العديد من الأوروبيين على سماء باللون الرمادي القاتم ودرجات اللون البرتقالي في جبال الألب السويسرية نتيجة الجزيئات الصغيرة التي قطعت آلاف الكيلومترات عبر البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي هذه المناظر النادرة مع ظاهرة التغير المناخي التي تحذر منها الأمم المتحدة باستمرار، ففي مشهد طبيعي مماثل أثار صدمة وقلقاً تغطت صحراء السعودية والجزائر وغيرهما من دول الشرق الأوسط بالثلوج العام الماضي، فيما شهدت مصر هي الأخيرة ثلوجاً غطت شوارع ومنازل مدينة الإسكندرية الساحلية، حولتها إلى "مدينة أوروبية"، وفق تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لسقوط الثلج من سماء محافظة الإسكندرية؛ بسبب ذروة المنخفض الجوي وانخفاض درجات الحرارة، وعبر العديد من المواطنين عن سعادتهم بسقوط الثلج قائلين: "إسكندرية قلبت أوروبا من جمالها فى التلج".
وفي ظل هذه التغيرات قال تقرير للأمم المتحدة قائم على مظاهر التغير المناخي كارتفاع درجات الحرارة ونزول الثلوج في مناطق صحراوية إن ما يصل إلى 183 مليون فرد آخرين سيعانون من سوء التغذية في الدول ذات الدخل المنخفض بحلول 2050.
وفي المقابل لا تقوم الحكومات ببذل أي جهود فعالة لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري، وعلى صعيد الأفراد تبدو هذه المشكلة بالنسبة لكثيرين مجرد ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة حول العالم، لكن في الواقع فإن مشكلة التغير المناخي أكثر جدية وخطورة مما نتصور، فبعض العلماء يتنبَّأون بنتائج كارثية قد يشمل تأثيرها السلبي كلاً من المناخ والتربة والمياه والغذاء والاقتصاد وحتى السياسة حول العالم بحلول عام 2050.
إذ يتوقع العلماء أننا مقبلون على عالمٍ سترتفع فيه درجة الحرارة لأكثر من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، لكننا سندفع ثمن هذه الدرجات الثلاث غالياً، ويتبنى البعض سيناريوهات مخيفة تفيد بأن التغير المناخي يهدد الوجود البشري على سطح الأرض.