واصلت أسعار النفط الارتفاع الجمعة 18 مارس/آذار 2022 في نهاية أسبوع ثالث متقلب، مع عدم إحراز تقدم يذكر في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مما أثار مخاوف من تشديد العقوبات واضطراب إمدادات النفط لمدة طويلة.
يأتي هذا الارتفاع بعد تصريحات الرئيس الروسي بوتين التي زادت التوترات مع الغرب، إذ ندَّد بوتين في خطاب حاد اللهجة "بالخونة والحثالة" في الداخل الذين ساعدوا الغرب، وقال إن الشعب الروسي سيبصق عليهم مثل البعوض.
إذ قال محللون إن خطاب بوتين، وتصريحات للمتحدث باسم الكرملين قال فيها إن تقريراً يشير إلى إحراز تقدم كبير في محادثات السلام غير صحيح، ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي بوتين بأنه "مجرم حرب"، كلها عوامل أدت إلى موجة من الشراء يوم الخميس.
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 2.43 دولار، بما يعادل 2.3%، إلى 109.07 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:41 بتوقيت غرينتش، بعدما ارتفعت نحو 9% أمس الخميس، في أكبر زيادة بالنسبة المئوية منذ منتصف 2020.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.75 دولار، أو 2.7%، إلى 105.73 دولار للبرميل، بعد قفزة 8% أمس.
ولكن رغم الانتعاش، تتجه عقود الخامين القياسيين نحو إنهاء الأسبوع على انخفاض بنحو 4%. ونزلت الأسعار من أعلى مستوياتها في 14 عاماً التي بلغتها قبل أسبوعين تقريباً.
وقال جاستن سميرك كبير الاقتصاديين في وستباك في سيدني: "ما زلت أتوقع المزيد من التقلبات. لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين".
التقلبات على مدار الأسبوع قادها نقص في الإمداد ناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا، وتعثر المحادثات النووية مع إيران، وتضاؤل مخزونات النفط، ومخاوف من تضرر الطلب جراء زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين.
يشار إلى أن أسعار النفط الخام شهدت قبل يومين تراجعاً بنسبة 5% في التعاملات الصباحية، تزامناً مع زيادة الحراك الدبلوماسي والمفاوضات من أجل حل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، وسط الحديث عن توقعات بتخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي.
والأسبوع الماضي كان بالمجمل هادئاً بالنسبة لسوق النفط، مقارنةً مع الارتفاعات السريعة التي شهدها بشكل متواصل حتى وصل برميل برنت إلى 139 دولاراً قبل أسبوع، مع اشتداد المعارك في أوكرانيا، وزيادة تضييق الخناق الغربي على روسيا، وفرض عقوبات "قاسية".
وروسيا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 10.2 مليون برميل يومياً، بينما إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، في الظروف الطبيعية، بمتوسط يومي 3.86 ملايين برميل.
ولا تزال التوترات الجارية شرق أوروبا تلقي بظلال سلبية على الأسواق العالمية، إذ تسجل أسعار السلع الرئيسة بقيادة النفط والغاز والقمح، ارتفاعات متتالية، في وقت يتجه الاقتصاد العالمي لموجة تضخم اعتباراً من مارس/آذار الجاري.